العالم - إنقلاب الصورة
بعد اكثر من 13 شهرا من العدوان المتواصل على غزة وبعد طول انتظار وتأخير ربما لم يكن له الاسباب المقنعة، لكن المحكمة الجنائية الدولية جاءت بقرار إصدار مذكرتي اعتقال بحق مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو ووزير حربه المقال حديثا يوآاف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
طبعا هذا القرار شكل إدانة ووصمه عار على الكيان الصهيوني وأسقط السردية الصهيونية التي قامت على ما اسمته بمشروعية الدفاع عن النفس.. قرار المحكمة الجنائية الدولية كان بمثابة الصاعقة على رأس الصهاينة.
القرار شكل انتصارا للحق واثباتا للتهم التي ارتكب فيها المجازر من قبل الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، جرائم تندى لها الانسانية، مجازر حرب وانتهاك لكل القوانين الدولية والانسانية، ابادة جماعية، حتى الجوع استخدم سلاحا في قتل الشعب الفلسطيني من قبل الصهاينة من قبل نتنياهو وغالانت وكل العصابة الحاكمة والمجرمة في الكيان الاسرائيلي، وهذا القرار اهميته انه قرار ملزم بـ 124 دولة وقعت على قرار او بروتوكول المحكمة الجنائية الدولية.
قرار المحكمة احدث عاصفة داخل الكيان الصهيوني على كل المستويات، وخرج نتنياهو المجرم الفار من العدالة ليصف هذا القرار بأنه فشل اخلاقي وانه معاد للسامية وانه يستهدف كيانا يمثل "الديمقراطية الوحيدة في المنطقة"، مجرم حرب يقتل الاطفال ثم يتحدث عن الديمقراطية ويتحدث عن معادات السامية.
وقال نتنياهو ردا على هذا القرار: هذا فشل اخلاقي هذا يمس بالديمقراطيات وقدرتها على الدفاع عن انفسها امام الارهاب الدموي، نفس المحكمة التي تتهمنا باتهامات كاذبة تتجاهل جرائم الحرب الحقيقية، اختاروا ان يصب الاتهامات ضد دولة "اسرائيل" الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحترم قوانين الحرب، هذه خطوة معادية للسامية.
معاداة السامية والفشل الاخلاقي هذا ما يتمتع به الصهاينة ليحتموا امام الادانات التي توجه اليهم، قرار المحكمة الجنائية الدولية اصابت الكيان الصهيوني بمقتل وليس نتنياهو فحسب وحده المتهم بل كل الكيان شعر بأنه الآن تحت المقصلة، ولذلك شعار وسلاح معادات السامية ليس نتنياهو وحده من يستخدمه بل المعارضة والموالاة على حد سواء لان هذا القرار شكل عاصفة داخل الكيان الاسرائيلي فالكل اجتمع ليدين هذا القرار ويتحدثون بأن هذا القرار مسيء وغير اخلاقي ومعاد للسامية.
واعتبر الرئيس الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ قرار الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت بأنه قرار سخيف، كما وصف وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير مذكرتي الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت، بالفضيحة غير المسبوقة، غير انه قال ان القرار لا يعد مفاجأة على الاطلاق.
اما وزير الطاقة الاسرائيلي ايلي كوهين قال ان القرار هو دفعة للارهاب وان المحكمة تكشف عن ما اسماه وجهها المعادي للسامية، بينما اعتبر الوزير السابق في حكومة نتنياهو بيني غانتس بأن قرار محكمة لاهاي هو عمى اخلاقي وعار تاريخي لن ينسى، اما زعيم معارض الاسرائيلية يائير لابيد فقال ان مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت تشكلان مكافاة للارهاب وفق تعبيره.
الكل في الكيان الصهيوني اجمع على ادانة قرار المحكمة الجنائية الدولية وهذا الامر لأن الاسباب واضحة والخشية واضحة من ان الامر لن يطال فقط نتنياهو وغالانت، بل سيطال ايضا مسؤولين اخرين ارتكبوا المجازر وخصوصا في جيش الاحتلال وان هذا الامر ايضا جعل الكيان الصهيوني في عزلة تامة وشوه صورته اكثر مما هي مشوهة، يعني هذا الكيان الذي وصف بالكيان المجرم والكيان المحتل والكيان الغاصب والكيان الذي يقتل الاطفال جاءت هذه التهم الان لتثبت عليه هذه الاتهامات وتجعله في عزلة دولية حقيقية.