العالم _ فلسطين
الضربة الأمنية التي وجهتها وحدة "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة بالتعاون مع لجان شعبية، جاءت في الوقت الذي تعالت أصوات النازحين بضرورة الضرب بيد من حديد على كل من يتطاول ويسرق المساعدات ويبيعها في الأسواق بسعر مرتفع جدا.
وضربت المجاعة خيام النازحين في جنوب قطاع غزة على إثر سرقة "اللصوص" شاحنات المساعدات المحملة بالطحين والمواد الغذائية التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، ما تسبب في شح هذه السلع الغذائية من مخازن الوكالة.
فيما عمل سارقو الشاحنات على بيع السلع الغذائية التي يجري سلبها من الشاحنات في الأسواق بسعر مرتفع جدًا، ما تسبب في حالة مجاعة حقيقية بين النازحين.
ونفذت وزارة الداخلية في غزة أمس عملية أمنية بالتعاون مع لجان عشائرية استهدفت مجموعات قطاع الطرق واللصوص ما أوقع نحو 20 قتيلاً وعشرات الإصابات.
وكشف تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، أن قوات الجيش تتيح لمسلحين فلسطينيين في قطاع غزة نهب وجباية إتاوة من شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
ومهّد الاحتلال لانتشار هذه العصابات بالاستهداف الممنهج للعناصر والقيادات الشرطية والأمنية التي كانت تؤمن طريق المساعدات الواردة من معبر رفح، والمعابر الأخرى، الأمر الذي خلق فراغا أمنيا كبيرا استفادت منه مافيا اعتراض المساعدات، وبدأت تنشط في مناطق تخضع بالكامل لسيطرة قوات الاحتلال.
ووفق عدد من المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، أكدت أن جيش الاحتلال يستهدف بشكل متعمد الأجهزة الأمنية وأفراد الشرطة بغزة، كلّما حاولوا منع عصابات ولصوص المساعدات من السيطرة على شاحنات المساعدات، فيما توفر الحماية للمسلحين بسرقة المساعدات.
في هذا السياق، أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية بأن جيش الاحتلال يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.
وطالب عدد من النازحين الفلسطينيين في مراكز الإيواء والخيام، الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، بفرض الأمن بكل قوة، والاستمرار بضرب كل من يحاول قطع الطريق وسرقة المساعدات.
ويطلق الاحتلال أيدي عصابات ومجموعات مسلحة خارجة عن القانون في قطاع غزة، لاعتراض قوافل المساعدات والبضائع القادمة من المعابر التي يسيطر عليها، في جريمة ممنهجة، تهدف إلى تعميق أزمة الجوع في القطاع، وخلق حالة من الفوضى والأزمات الاقتصادية والأمنية.
لن تكون الأخيرة
وأوضح مصدر أمني في وزارة الداخلية لقناة الأقصى أن العملية الأمنية أمس لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات، وبأنها ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.
ونوهت الأجهزة الامنية إلى أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
كما عبرت الأجهزة الأمنية عن فخرها بالعشائر الفلسطينية شرق رفح، وإن انجرار بعض أفرادها لمخططات السرقة لن يسيء لتاريخ هذه العائلات التي قدمت مئات الشهداء المقاومين.
كما أن الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمنى لها من قبل ضباط الشاباك.