العالم – الخبر وأعرابه
-تكمن خطورة الحادث، الذي وصفه تحقيق مشترك بين الشرطة والشاباك، بانه تصعيد خطير، في ان منفذيه، الذين تم اعتقالهم لاحقا، لم يكونوا مستوطنين عاديين، وتم فرض حظر نشر على أسمائهم، الا ان الصحفي الاسرائيلي عميت سيغال، كشف عن ان أحد المعتقلين، هو ضابط كبير في قوات الاحتياط برتبة عقيد.
-البعد الخطير الاخر من الهجوم يكمن في نوعية القنابل التي تم استخدامها والجهة التي انظلقت منها، فيحسب موقع “واينت” الإلكتروني، فإن القنبلتين أطلقتا من اتجاه البحر، وهي قنابل تستخدمها القوات البحرية في الكيان الاسرائيلي.
-يبدو ان هذه المؤشرات تؤكد الحقيقة التي طالما حاولت حكومة نتنياهو التستر عليها دون طائل، وهي حقيقة وجود حالة من الاحباط واليأس بل وحتى الهلع التي تسود صفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي، بعد مرور اكثر من عام على العدوان على غزة و لاحقا لبنان، دون ان تلوح بالافق اي بوادر لـ"انتصار" كما يزعم نتنياهو.
-يبدو ان بعض عناصر جيش الاحتلال وخاصة الضباط، بدأوا يستخدمون وسائل اكثر عنفا، لبيان معارضتهم للحرب الفاشلة التي يتخذها نتنياهو، وسيلة للهرب من محاكمته، بعد ان فشل هؤلاء الضباط والجنود، في ردعه، عبر وسائل اخرى مثل رفض تنفيذ اوامر الاستدعاء للخدمة في غزة، والذي وصف حينها بـ"الرفض الصامت" او "الرفض الرمادي"، او طلب اجازة والسفر الى الخارج وعدم العودة مرة اخرى.
-الهجوم بالقنابل على منزل نتنياهو بالامس، لم يكن الهجوم الاول، فقبل 10 أيام وتحديدا في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، ألقيت شعلة من اللهب على منزل نتنياهو في شارع "غزة" بالقدس، تعبيرا عن الشعور بالاحباط الذي اخذ يتحول الى ظاهرة بين المستوطنين، بسبب الفشل في تحقيق اي من اهدف العدوان على غزة ولبنان، والخسائر الفادحة التي تكبدها جيش الاحتلال خلال اكثر من عام.
-يبدو ان حكومة نتنياهو بدأت تقطف ثمار ما زرعت من دمار، فهذا وزير المالية في الكيان الإسرائيلي الارهابي بتسلئيل سموتريتش، يتباكى على الديمقراطية ويعتبر الهجوم على بيت نتنياهو بأنه يقوض "أساس الديمقراطية الإسرائيلية"، داعيا أجهزة الأمن الى أن تستفيق وتتحرك قبل فوات الأوان"، في تحذير يحمل اكثر من معنى، ويكشف حالة الفوضى والخوف الللتان تعصفان بالمجتمع الصهيوني.
-وزير ما يسمى بالأمن القومي الارهابي إيتمار بن غفير، كان اكثر صراحة ووضوحا من سموتريتش، عندما قال: "اليوم تم إلقاء قنبلة إضاءة على منزل رئيس الوزراء نتنياهو وغدا قد يتم إطلاق رصاص حي"، وهو كلام يكشف عن حالة الاحتقان الذي يعيشه المجتمع الاسرائيلي، وهي حالة قد تنفجر في اي لحظة وتبتلع الجميع.
-يبدو ان نتنياهو لم يعد مطلوبا من المقاومة، التي تطارده حتى في غرفة نومه، بل بات مطاردا من الصهاينه انفسهم لمعرفتهم الدقيقة بشخصيته المخادعة والكاذبة وتاريخه الاسود ومحاوالات التضحية بهم من اجل انقاذ نفسه من مصيره المحتوم وهو السجن.