العالم - انقلاب الصورة
بعد 13 شهرا من العدوان المتواصل على غزة وفي زمن الحرب، الحرب الكبيرة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة وعلى وزير الحرب يقال من قبل نتنياهو، والسبب ان نتنياهو لم يعد يثق بغالانت.. 13 شهر وهو يقود بالحرب ثم خرج نتنياهو ليقول لا اثق بغالانت وهو فشل في تحقيق الاهداف.
نتنياهو يقول الامر لي ولا احد في هذا الكيان ممكن ان يرفض امرا أقرره.. بعد 13 شهرا يكتشف ان وزير الحرب لا ثقة به وانه غير قادر على انجاز المهمة، والسبب بطبيعة الحال ان نتنياهو يريد ان يستأثر بالسلطة ولا يريد لأحد ان يعارضه. غالانت خرج ليقول أن السبب في الإقاله هو فشل في تحقيق الاهداف.
حتى الاعلام الصهيوني اعترف بدوره بالكارثة الحاصلة على كل المستويات، وخاصة في النقص الذي يعانيه جيش الاحتلال وبسبب كثرة المصابين والقتلى في صفوفه، وان تجنيد الحريديم كان يشكل فرصة للتعويض عن هذا النقص، رغم ذلك نتنياهو رفض هذا الامر بشكل قاطع.
خطوة نتنياهو اثارت غضبا عارما وتظاهرات داخل الكيان، ليس حبا بوزير الحرب غالانت المقال، بل رفضا لكل هذه الممارسات التي يقوم بها نتنياهو وهي بمثابة الاستئثار بالسلطة بشكل مطلق، وهذه التظاهرات العارمة شارك فيها جنود صهاينة، وكان هذا الامر بمثابة ايضا رسالة اضافية احتجاجية.
هي ليست امرا عابرا ان يشارك جنود صهاينة في مثل هذه التظاهرة ليس حبا بوزير الحرب، بل ضد قرار نتنياهو وخطوة نتنياهو، وهذا يعبر عن مشكلة كبيرة داخل الكيان، عنوانها الاساسي ان هناك مشكلة كبيرة بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية وان نتنياهو يريد ان يضع نفسه مكان كل القوى العسكرية واصحاب القرار داخل المؤسسة العسكرية، وهذا ما سيشكل ضربة اضافية للمؤسسة العسكرية، وهي رسالة ايضا لمن يتزعم الآن رئاسة الاركان داخل جيش الاحتلال.
خطوة نتنياهو بإقالة وزير الحرب جاءت بمثابة زلزال سياسي ضرب الكيان، وهذا الزلزال السياسي سيكون له تداعياته بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على المشكلة المعقدة في العلاقة القائمة بين الحكومة وبين المؤسسة العسكرية، وطبعا هذا الامر فيه الكثير من العلامات والاشارات التي بدت واضحة وصريحة على مدار استمرار هذه الحرب منذ انطلاقتها حتى هذه اللحظة ولا تزال هذه التفاعلات قائمة.
قرار نتنياهو إقالة غالانت قسم الساحة السياسية بنحو عمودي بين مؤيد ومعارض، وأثار موجة غضب عارمة في الشارع الاسرائيلي وفي اوساط المعارضة، وعكس حجم الازمة التي تعيشها الساحة السياسية الاسرائيلية، ولا سيما ان قرارات نتنياهو وفق محللين اسرائيليين، تنطلق كلها من اعتبارات سياسية شخصية للابقاء على منصبه وائتلافه.
وقال خبراء ان إقالة غالانت قد تخلط الاوراق ولا سيما ان الكيان الاسرائيلي في خضم حرب على أكثر من جبهة.
إذن هي قفزة في المجهول في ظل استمرار الحرب ان يقدم نتنياهو على إقال وزير الحرب، وهذا الامر ايضا يشكل ضربة اضافية لكل المؤسسة العسكرية ولكل العلاقة القائمة بين المستوى السياسي والعسكري، بل الانكى من ذلك ان يقدم نتنياهو على تعيين يسرائيل كاتس وزيرا للحرب بدلا من المقال، وهذا الامر بمثابه فضيحة اضافية بحسب الاعلام الصهيوني الذي وصف كاس بأنه دمية بيدي نتنياهو.
خطوة نتنياهو التي اصبحت ككرة الثلج تتدحرج داخل الكيان الصهيوني والكل يعبر عن غضبه بسبب هذه الخطوة غير المسؤولة، وصفها اعضاء في الكنيست بأنها بمثابة فضيحة وان نتنياهو يتصرف كزعيم مافيا يريد ان يتفوق على كل شيء ويستأثر بكل شيء، وهو تصرف يدل على العنجهية والعجرفة والاستئثار بالسلطة المطلقة...
شاهد الحلقة كاملة في الفيديو المرفق..