استمرار الصراعات الداخلية في 'اسرائيل'..

نتنياهو يدفن غالانت في حفرة دفن فيها بينت وليبرمان

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٤ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

تشكل اقالة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت من منصبه جزءاً من الصراعات الداخلية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي والتي يتمثل جزء كبير منها بالفشل العسكري في الحروب التي تخوضها تل ابيب مع حركات المقاومة.

العالم - المراسلون

انتهى الصراع بين يوآف غالانت وبنيامين نتنياهو بتفوق الأخير بالضربة القاضية بعد ان أقال غالانت وأحل محله يسرائيل كاتس وومنح جدعون ساعر وزارة الخارجية.

وبعيداً عن الصراعات المقبلة، فان غالانت صاحب نظريات النار والدمار في قطاع غزة وتدمير بيروت والضاحية في لبنان يكون قد غادر موقعه بخفي حنين بعد أن فشل في انجاز هدف واحد من أهداف الحرب التي اعلنها مراراً وتكراراً من جنوب فلسطين ومن جنوب لبنان، ولا يجد اليوم الرجل بواكي له بين السياسيين حتى من زملاءه في حزب الليكود.

وقال مدير مركز مسار للدراسات، نهاد أبو غوش، لقناة العالم:"تأثير المقاومة حاضر لکل ما يشهده الوضع الاسرائيلي الداخلي ازاء التعثر امام انجاز أهداف الحرب سواء في لبنان أو في غزة، لکن ايضاً اقالته تدل علی صراعات داخلية بين المؤسسة العسکرية واليمين الحاکم المتطرف".

إقالة غالانت لا تقف فقط عند صراع بين قطبين سياسييين وإنما هي تكشف الوجه الحقيقي للصراع الإسرائيلي الداخلي الذي وصل الى حدود التننافر بين السياسيين والجيش، وأيضاً هي دليل على ما ينتظر الكيان من شرخ يحققه نتنياهو بامتياز بمحاباته المتدينيين من اليهود لمصالحه الخاصة عبر إعفائهم من التجنيد مقابل التصويت لقوانينه المقترحة في الكنيست، واقع يعني بأن الأيام المقبلة ستعيد رغم الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي مشهد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي.

وقال مدير مركز القدس للدراسات، عماد أبو عواد:"الشرخ کل يوم يتعمق في الشارع الاسرائيلي، نحن نتحدث اليوم عن تيارين؛ تيار نتنياهو وتيار لانريد نتنياهو؛ کل تيار بطبيعة الحال هناک الکثير من الخلافات والاختلافات في داخله، لکن هذا الشرخ وصل الی حدود ان هناک طرف يريد السيطرة بشکل کامل ورفض الطرف الاخر فيما الطرف الاخر بات يهرب من هذه الدولة باتجاه الخارج وهو ما يعبر عنه الاسرائيليين الذين يعيشون بالخارج".

نتنياهو تخلص من صداع غالانت لكن عليه ان يواجه بعد ذلك صداع الحريديم الذين سيمارسون الابتزاز السياسي بكل اشكاله.

بات نهجاً لدی بنيامين نتنياهو ان يمهد طريق لخصومه حتی يصلوا الی الحفرة التي لايعودون منها؛ هذا ما حدث مع ليبرمان ومع بينيت واليوم يحدث مع يوآف غالانت، لکن هل يستطيع غالانت ان يصنع تمرداً ضد بنيامين نتنياهو داخل حزب الليکود؟