العالم - فلسطين
وفي حياة القائد جانب يجهله كثيرون، ذلك الجانب الذي خدم فيه القضية الفلسطينية من جانب التأليف والترجمة، إذ له أربعة مؤلفات وأربعة كتب ترجمها من العبرية إلى العربية، بالإضافة إلى أنه شارك في أعمال مسرحية، حينما كان عضوًا بفرقة مسرحية خلال أيام شبابه.
ولد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس بقطاع غزة، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في اللغة العربية، وقد اعتقل عام 1988، وحكم عليه بأربعة مؤبدات.
وخلال سنوات اعتقاله الـ23 في السجون الإسرائيلية، اكتسب يحيى السنوار اللغة العبرية، وقد أمضى جل وقته في القراءة والتعلم والكتابة، وانغمس في فهم العقلية الإسرائيلية.
بدأ في متابعة الإعلام العبري من داخل السجن، ودرس كثيرًا من الدراسات الأمنية التي كان يصدرها ضباط الأجهزة الأمنية والسياسيون في كيان الاحتلال، وترجم بعض الكتابات منها.
أما ترجماته ومؤلفاته فهي:
الترجمة من العبرية الى العربية:
كتاب "الأحزاب الإسرائيلية"، أحد الكتب التي ترجمها، صدر عام 1992، وهذا الكتاب يتحدث عن اختلاف التيارات السياسية ممثلة في الأحزاب، ما جعله ذا بصيرة بشأن تطور الاختلافات بين الأحزاب، والصراعات الداخلية بين تلك التيارات.
من ضمن الترجمات أيضًا كتابان لرئيس جهاز الشاباك السابق كارمي غيلون، هما "الشاباك بين الانقسامات" و"الشاباك بين الأشلاء"، وقد دخلوا عليه في الزنزانة في إحدى المرات ووجدوه يترجم كتابين، كان أحدهما أحد كتابي كارمي غيلون حتى يتعرف الأسرى على جهاز الشاباك بشكل أكبر، ويقوم هو أيضًا بدراسة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشكل موسع وعميق.
أما الآخر فكان كتاب "القادم لقتلك استبق واقتله" لمؤلفه يعقوب بيري، الذي كان رئيسًا لجهاز الشاباك من العام الذي اعتقل فيه السنوار للمرة الثالثة حتى عام 1995، وهذا الكتاب كان مذكرات للمؤلف عن فترته في جهاز الشاباك.
هذه كانت خدمته للقضية الفلسطينية من خلال عمله كمترجم للدراسات الأمنية العبرية، أما خدمته للقضية الفلسطينية من خلال التأليف فكانت منحى آخر لا يقل مهارة عن ترجماته.
لا يأتي ذكر مؤلفات السنوار إلا ويأتي ذكر أشهر مؤلفاته على الإطلاق، رواية "الشوك والقرنفل" التي تناول من خلالها تجربة النضال الفلسطيني بعد عام 1967 حتى الانتفاضة الأولى، حيث يقول في مقدمتها: "هذه ليست قصتي الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، على الرغم من أن جميع أحداثها حقيقية؛ كل حدث منها، أو كل مجموعة من أحداث، تخص هذا الفلسطيني أو ذاك.. الخيال في هذا العمل هو فقط في تحويله إلى رواية تدور حول أشخاص محددين، ليتحقق لها شكل العمل الروائي وشروطه، وكل ما سوى ذلك حقيقي عشته، وكثير منه سمعته من أفواه من عاشوه- هم وأهلهم وجيرانهم- على مدار عشرات السنوات على أرض فلسطين الحبيبة".
وللسنوار أيضًا مؤلف آخر هو عبارة عن سرد لعملية الأسير المحرر أشرف البعلوجي، التي كانت في مدينة يافا المحتلة، حيث يُعتبر الكتاب جهدًا في توثيق سردية لإحدى عمليات المقاومة، وتحدث في أحد الفصول عن دور الشيخ أحمد ياسين معهم، حيث يصفه في الكتاب قائلًا: "أستاذ الفرسان ومربيهم ورائدهم ورمزهم، ومفجر الفروسية في صدورهم، والبطولة في أفعالهم، والحماس في أرواحهم، والتطلع إلى المجد في أعماقهم الذي دفعهم فعله الأسطورة؛ لأن يطاردوا الموت ويراودوه عن نفسه".
في مطلع الثمانينيات، تأسست فرقة فن إسلامي بمسقط رأسه (خان يونس) على يد مجموعة من الشباب، كان أحدهم يحيى السنوار، وكان ذلك بإيعازٍ من الشيخ أحمد ياسين، واختاروا "العائدون" اسمًا لفرقتهم المسرحية.
من كتابات السنوار أيضًا كان كتاب "المجد"، وهو دراسة لعمل جهاز الشاباك، حيث يشرح كيفية عمل جهاز "الشاباك" في جمع المعلومات، وكيفية الضغط لشراء ولاءات الناس الذين يتم تجنيدهم فيما بعد ليكونوا عملاء له، وكيفية نزع المعلومات من الأسرى من خلال أساليب وطرق وحشية وخبيثة من كل النواحي، سواء نفسية أو جسدية.
وهذا التأليف جاء نتيجة أنه في فترة من الفترات كان نشطًا في جهاز الأمن داخل حركة حماس بتوجيهٍ من الشيخ أحمد ياسين، حيث كان مطلوبًا من السنوار العمل لكشف عملاء الاحتلال داخل غزة.. وبالمناسبة، كان اسم جهاز كشف العملاء "مجد"، وجاء الكتاب بعد ذلك وحمل الاسم نفسه.
مما كتبه السنوار أيضًا دراسة نقدية عن حركة حماس بعنوان "حماس: التجربة والخطأ"، وهذه الدراسة ساعدته فيما بعد حين تولى رئاسة الحركة داخل غزة في العام 2017، حيث استطاع بعد تولّيه رئاسة حركة حماس في غزة أن يعيد ترتيب الحركة من الداخل، وتنظيمها، وتشكيل العلاقة بين الجناح العسكري والمكتب السياسي.
أما أبرز مؤلفاته فهي كالتالي:
1-ترجمة كتاب "الشاباك بين الأشلاء"
كتاب ترجمه السنوار الى اللغة العربية، وألفه "كرمي غيلون" الذي كان رئيسا للشاباك، يستعرض الكتاب دور جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المعروف بالشاباك ، وكان قد أسسه "ديفيد بن غوريون" أول رئيس الوزراء الاسرائيلي.
يتناول الكتاب تفاصيل عمل الشاباك وهو تابع لسلطة وأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومهمته الرسمية "حماية الدولة من المؤامرات والتآمر الداخلي وحماية أمنها الداخلي".
2-ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية"
كتاب صدر عام 1992، وترجمه السنوار الى اللغة العربية ويعرف بالأحزاب السياسية في إسرائيل وبرامجها وتوجهاتها في بداية التسعينيات.
وإنما كان اهتمام السنوار بهذا النوع من الكتب نابعا من إيمانه بأهمية معرفة الداخل الإسرائيلي ، ودور الأحزاب السياسية في تشكيل القرارات وصناعتها ي مرحلة متقدمة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
3-رواية "الشوك والقرنفل"
ألفها السنوار باللغة العبربة عام 2004، وتروي في 30 فصلا سيرة النصال الفلسطيني منذ عام 1967، وتتناول بما يقترب من التاريخ- تفاصيل مهمة وجوهرية ومؤثرة في صلب القضية.
تقرب الرواية القارئ من الشوارع والمناطق الفلسطينية، وتمتدح المقاومة وتضيء ما هو معتم في حياة الناس، كالفقر وسوء الخدمات، وطبيعة الحياة الاجتماعية بين الناس.
4-كتاب "المجد"
صدر عام 2010، ويرصد عمل جهاز الشاباك في جمع المعلومات وزرع وتجنيد العملاء، وأساليب وطرق التحقيق الوحشية من الناحية الجسدية والنفسية، إضافة الى تطور نظرية وأساليب التحقيق والتعقيدات التي طرأت عليها.
وقد قال السنوار - وهو يومئذ معتقل في سجن نفحة الصحراوي- إن أهمية الكتاب تنبع من حساسية هذا الجهاز وخطورة مهامه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأهمية دراسة كل شيء متوفر عنه لمستقبل هذا الجهاز؛ لذا وجد أن الواجب يحتم عليه تأليف هذا الكتاب.
5-كتاب "حماس: التجربة والخطأ"
واحد من الكتب التي ألفها يحيى السنوار، ويتطرق لتجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن، والاستشراف بمستقبل الحركة في صراعها مع إسرائيل، لا سيما أنه هو نفسه أحد أقطابها الكبار.
هذا وحدثت رئيسة مصلحة سجون الكيان الصهيوني السابق في مقابلة مع القناة 12 العبرية عن فترة أسر يحيى السنوار في سجون الكيان وسمات شخصيت، حيث قالت كيتي بيري إن رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار ترجم كتابين لرئيسين سابقين لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
ويتعلق الأمر بكتاب واحد ليعقوب بيري وعنوانه "القادم لقتلك"، والكتاب الثاني لكرمي غيلون، عنوانه "الشاباك بين الانقسامات"، ويتمحور حول الانقسام في المجتمع الصهيوني.
ومن أمام الزنزانة التي كان يحتجز فيها السنوار، قالت بيري إنه في إحدى عمليات التفتيش المفاجئة عثر على كتاب بحوزة السنوار، يعتقد أنه بخط يده، وتتراوح عدد صفحات الكتاب ما بين 500 إلى 600 صفحة، مؤكدة أنه كان يريد الترجمة للأسرى الأمنيين.
وتحدثت المسؤولة الصهيونية السابقة عن شخصية السنوار قائلة "كان من الواضح تماما أنه نوع من القادة الهادئين وذوي القوة الفصل"، وإنه "يقرأ إستراتيجية قادة الشاباك" ضمن قاعدة "اعرف عدوك".