صاحبة عباءة السيد .. حسن نصرالله!

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤ - ٠١:٢٠ بتوقيت غرينتش

رغم اغتياله في الـ27 من أيلول (سبتمبر)، لم تتراجع ريم حيدر عن قرارها ونيّتها بيع عباءة الشهيد السيد حسن نصرالله التي في حوزتها.

العالم- لبنان

في حرب تموز (يوليو) عام 2006، شاءت الظروف، خلال تجوالها في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن تدلي بحديث لإحدى القنوات التلفزيونية، تمنّت خلالها أن تستحصل على عباءة السيد حسن بعد انتهاء الحرب.

كان لريم ما أرادت، وأحدث الأمر ضجة وأطلق الناس عليها لقب "أم العباءة". ريم حيدر لا تمثل الصورة النمطية لمؤيدات وجمهور نصرالله، أي إنها ليست السيدة الملتزمة بحجابها، ولعل هذا الأمر كان سيفاً ذا حديّن في انعكاسه عليها.

اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله"، لفت الأنظار إلى كل من يمتلك أثراً منه؛ خاتم عقيق، سبحة أو عباءة.

فبحسب ريم ، يوم تسلّمتها احتارت أين تضعها، وظل الجيران والمعارف يجتمعون في منزلها حتى ساعات الفجر. هي من نوع العباءات الخارجية المصنوعة من وبر الجمل الناعم التي تُلبس عند العرب في الانتصارات الكبيرة والمناسبات السعيدة. تقول ريم إنها حين كانت تتظاهر في ساحة رياض الصلح أثناء "ثورة 17 تشرين" كانت تشعر بأنها حين تسير على الطريق يحسدها الإسفلت لأن بحوزتها عباءته، وتضع حراكها حينها في إطار المعارضة السياسية.

تتحدث ريم في حديثها مع الوكالات عن تلك الفترة وقد باغتتها دموعها، فتقول: "كنت زعلانة منه كتير" وتشرح كيف أدارت صورته على المكتب كمن تدير صورة حبيبها عند خلاف. هي الناشطة والمعارضة للنظام التي لم تنكسر أيقونة السيد نصرالله في داخلها، والدموع التي ذرفتها وهي تتكلم عنه شاهدة على ذلك.

تفصل ريم بين عاطفتها وعقلها في موضوع اغتياله وهي تصدق ما أعلنه "حزب الله" ولا تنتظره أن يظهر ليشير بإصبعه إلى تل أبيب بأنها تحترق، هو حسب رأيها نال ما تمنى "النصر والشهادة"، وترى في استشهاده راحة له وهي طريقة الوفاة المتوقعة. إلا أنها كانت تأمل أن يكون تشييعه "أكبر جنازة في هذا القرن" حسب قولها.

لم تدرك مكانته في داخلها حتى اللحظة، فهو بحسب قولها، يتخطى المعاني ولكن من لحظة استشهاده اختبرت عدم وجوده وما يعنيه ذلك الغياب.

ريم حيدر أو "أم العباءة"، اسم لازمها وسيلازمها، رغم هذا الارتباط العاطفي وشقه السياسي لا تتردّد في بيع العباءة، هي بنظرها مجرد قماش بإمكانها أن تكون فعاليتها أكبر إذا ما باعتها وخصّصت الأموال في خدمة الناس. وترى أنها إذا أقدمت على ذلك فإن ثمن العباءة سيكبر في نظر الله لا في نظر البشر. وسبق أن عرضتها للبيع، وتكشف أنه اهتم للأمر وعبر وسيط سألها عما إن كانت بحاجة، لكنها نفت وقالت إن الأمر يتعلق بالناس المحتاجين.