بعد مرور عام..

ما اهداف طوفان الاقصى وما مستقبل القضية الفلسطينية بعده؟

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر القيادي في حركة الجهاد الاسلامي علي ابو شاهين أن عملية طوفان الاقصى جاءت لتقلب الطاولة ولتخلط الاوراق ولتعيد للقضية الفلسطينية لتصبح الاولوية لكل الأمة الاسلامية، مشيرا الى انها اوجدت وحدة غير مسبوقة بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

العالم - ضيف وحوار

وقال ابو شاهين في برنامج ضيف وحوار من على شاشة قناة العالم: نحن على مشارف انتهاء عام على هذه العملية النوعية التاريخية في إطار الصراع العربي الاسرائيلي، وبالتالي هذه لم تكن عملية عسكرية فحسب، لكنها كان لها تداعياتها وآثارها على كل المستويات بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعلى مستوى المنطقة والعالم ايضا وليس فقط على مستوى الاقليمي.

وأضاف: اولا لننظر يعني طوفان الأقصى لماذا كان؟ وهنا التقييم.. طوفان الاقصى اتى في لحظة تاريخية كانت القضية الفلسطينية تتعرض للتصفية وفي ظل ما سمي مشاريع الديانة الابراهيمية ومشاريع التطبيع في ذلك الوقت وكان هنالك هرولة نحو هذه المشاريع وفض يد اقليميا من العديد من الدول العربية من القضية الفلسطينية وان تترك لمصيرها، وبالتالي كان هناك تنكر للحق الفلسطيني وهناك تهميش وتجاوز لكل الحقوق الفلسطينية ونتنياهو كان ذاهبا باتجاه تصفية القضية الفلسطينية حتى على مستوى الضفة ومشاريع الضم والاعتداء على المقدسات والاقصى ومحاولات دؤوبة من اجل انهاء هذه القضية بكل مكوناتها.

وتابع ابو شاهين: وبالتالي عندما اتى هذا الحدث التاريخي المهم فهو أتى ليقلب الطاولة وليخلط الاوراق وليعيد للقضية الفلسطينية اعتبارها ولتصبح الاولوية لكل الامة، لأن قضية فلسطين لها من القداسة ولها من الابعاد على المستوى التاريخي والقرآني الديني وعلى مستوى الواقعي بما يجعلها القضية المركزية لكل الامة ولها ارتباط جدلي بينها وبين كل ما يتعلق بمصير الامة سواء على مستوى النهضة والتنمية أو على مستوى مستقبل الامة العربية والاسلامية أو على مستوى الوحدة الجغرافية.

واردف: فاليوم طالما هذا الكيان مزروع في قلب العالم العربي والاسلامي لا يمكن ان تتحقق بشكل كامل مشاريع وحدة الامة على المستوى الجغرافي وعلى مستوى التطلعات ولا على مستوى النهضة الحقيقية للامة، وبالتالي هذا الكيان وجوده كقلعة استعمارية متقدمة للغرب من اجل ان يمنع كل مشاريع الوحدة وكل مشاريع التقدم والتطور في المنطقة وليهدد بالتوسع لان طموحه دولة اسطورية من الفرات الى النيل وهو لم يكن اصلا مكتفي بما حققه ولا تزال لديه اطماع في المنطقة على المستوى الاقتصادي والسياسي والامني ويشكل خطرا على الجميع وعلى الامن القومي العربي والاسلامي، وبالتالي امام كل هذه المعطيات وجد الفلسطيني نفسه مضطرا ان يذهب الى خيارات تكون قوية باتجاه هذا العدو وتحدث فيه ضربة غير مسبوقة بحيث انها تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.

واوضح: منذ بداية نشوء القضية الفلسطينية ومنذ إقامة الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين كان هناك مسارين، خيار تسوية وخيار المقاومة، هذا له انصاره وداعميه دوليا، والآخر، يعني ابناء شعبنا الفلسطيني هو الذي كان يخوض في خيار المقاومة، أيضا لديه حلفاؤه واصدقاؤه، لكن كانت الغلبة في كثير من الاحيان لخيار المقاومة، وخيار التسوية كان يحاول ان يجد مكانا له، حتى وصل في فترة اوسلو يعني بعد اجتياح لبنان عام 1982 وما أخذ اليه البعض الفلسطيني لتوقيع الاتفاق، لكن كان على الاقل هناك حوامل عربية كان هناك على الاقل ما سمي بالحد الادنى كانت الجامعة العربية او بعض الأنظمة أنه لا تقدم عليه وتربط ذلك بانه لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وكانت ترفض التطبيع وتعلق ذلك على موضوع منح الفلسطينيين حقوقهم الى عام 1967.

وقال أبو شاهين: منذ قيام هذا الكيان لم يعرض على الفلسطيني أي مشروع حتى في موضوع التسوية لم يتم تقديم أي مشروع غير مشروع كامب ديفيد في مصر الذي كان مطروحا في بنوده الرؤية الامريكية الاسرائيلية، وهو مشروع الحكم الذاتي في جزء من الضفة، وغير ذلك لا يوجد اي شيء، كله كذب وخداع والتفاوض من اجل التفاوض فقط ومن اجل منح الامن للاسرائيلي وان تلقي المقاومة سلاحها هذا كان يقايض عليه.

واضاف: لكن في السنوات الاخيرة اصبح الموضوع مختلفا واصبح هناك مؤامرة كبيرة على الشعب الفلسطيني ورأينا الكثير من الأنظمة العربية تهرع نحو التطبيع مجانا، كثير من الانظمة بالمجان ذهبت ودون اي مقابل واقامت شراكة امنية وشراكة سياسية واقتصادية مع هذا الكيان، وبالتالي هنا استشعرنا مدى حجم وخطورة هذه المؤامرات، عدم الالتفات الى أي حق فلسطيني وكانوا ذاهبين في هذا الركب، ويوم كان يتم الحديث على التطبيع الاخطر وهو التطبيع مع المملكة العربية السعودية والذي كان يسعى له الامريكي وكان يتم الحديث عن بدايات لإتمام هذا المشروع.

وتابع: كان الركب العربي ذاهب كله بإتجاه التطبيع، وعملية طوفان الاقصى اليوم منعت هذا الامر واعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وعلى الاقل أعادت خلط الاوراق في هذا الموضوع وهذا مرهون بالنتائج، ونحن على ثقه بالله سبحانه وتعالى وبصمود شعبنا الفلسطيني وبإرادة المقاومة بأن النتائج ستكون لمصلحة المقاومة وبالتالي لخيار المقاومة.

واردف ابو شاهين: كان يراد اليوم تعويم خيار التسوية بين قوسين، لان التسوية هي خيار الاستسلام المجاني للارادة الصهيونية الامريكية، وهذا الأمر لا يمكن ان يقبله الشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني كان يشاغل الاحتلال على مدى السنوات الماضية في الضفة وفي قطاع غزة، لكن حجم الحصار وملف الاسرى الذي كان يزداد ويزداد، وايضا عندما اتى اليمين الاكثر يمينية في كل الكيان الصهيوني المتطرف، مثل بن غفير الذي وضع قوانين جديدة للاسرى والانتهاكات بحقهم وما كان يحصل، ولا يوجد اي حديث في هذا الشأن؛ مواضيع الضفة والقدس والاقصى كل هذه القضايا وحتى قطاع غزة وحصاره وغيره من القضايا الكثيرة.

واضاف: الشعب الفلسطيني لم يجد آذانا صاغية وكان يقاتل وكان يقول حتى لاشقائنا العرب ولمحيطنا ان هناك شعب فلسطيني وله حقوق، لم يكن هناك التفات للفلسطيني، وكنا نستشعر ان هذا الموضوع ذاهب الى مخاطر اكثر الى مشروع تصفية حقيقية وبالتالي أتت محطة طوفان الاقصى بحيث اعادت تصويب هذه الامور واعادت القضية الفلسطينية وأن لا أمن في المنطقة ولا يمكن لها أن تستقر وأن تستشعر الامن في المنطقة، وحتى الدول الكبرى عليها ان تدرك ان مصالحها في المنطقة لا يمكن ان تمنح استقرارا وان كانت حريصة على استقرار المنطقة وحتى الانظمة العربية هذا الاستقرار لن يكون طالما الشعب الفلسطيني لم يأخذ حقه، سيبقى يقاتل ويواجه.. هذه هي الرسالة، أعطونا حقوقنا حتى تستقر المنطقة، هذه الرسالة التي اراد ان يقولها الشعب الفلسطيني والا فليكن الطوفان، اما ان ناخذ حقوقنا والا فليكن الطوفان، وليتحمل الجميع مسؤوليتهم، لا يمكن ان نرضى وان نستسلم هكذا.

وتابع: نحن قلنا في اكثر من مناسبة أننا كنا نخوض معركة مع هذا العدو على مدار الوقت كنا نسميها استراتيجية المشاغلة في الضفة، ووجودنا العسكري معروف عبر كتائبنا المسلحة التابعة لسرايا القدس سواء في جنين وطوباس وطولكرم وغيرها من مخيمات وبلدات الضفة وحاضرة بقوة وتقاتل، وهذه المقاومة في حالة تنامي وتشكل قلقا للاسرائيلي وللأمن الاسرائيلي الذي لم يترك وسيلة من اجل احتوائها وفشل حتى الان.

وقال ابو شاهين: حتى في طوفان الاقصى هو استدار من غزة في مركز الثقل وحاول ان يشن عملية غير مسبوقة منذ السور الواقي وفشل في ان يجتث هذه المقاومة وان يخمدها او ان يحتويها، وبالتالي هذا كان يشكل قلقا للاسرائيلي ونحن في حركة الجهاد كنا على مدى الوقت نشاغل هذا العدو وحتى في قطاع غزة خضنا اكثر من حرب لوحدنا باعتبار كان هناك استهداف للحركة وبتضامن كامل من الاخوة في الفصائل الفلسطينية وخاصة الاخوة في حركة حماس والحركة خاضت هذه المعارك وخرجت منها منتصرة وحققت نتائج مهمة وفرض على الاسرائيلي اتفاقا لوقف اطلاق النار واتفاق تهدئة يومها، وبالتالي طوفان الاقصى اتى في توقيت لدى الاخوة في القسام وحركة حماس، لكن نحن منذ اللحظات الاولى التحقنا بهذه المعركة وانخرطنا بها يعني بشكل مباشر لانها معركة الشعب الفلسطيني.

واضاف: نحن منذ بداية عملية الطوفان خرج الاخ الامين العام القائد زياد النخاله حفظه الله وقال في تصريح صحفي بأن لدى الحركة عدد من الاسرى وان لا مجال لهذا العدو ان يستردهم الا من خلال التفاوض غير المباشر، اسرى مقابل اسرى وبتفاوض غير مباشر، ما عدا ذلك لا يمكن ان يسترد هؤلاء الاسرى، وخلال عملية التبادل تم اخراج جزء منهم او من خلال التبادل في الهدنة الانسانية التي حصلت في بدايات العدوان ولا يزال في يد الحركة بقية من اسرى ونترك تفاصيل ذلك الموضوع.

وأكد: هذه المعركة أهم فيها أنها وحدت الكل الفلسطيني وتحديدا حماس والجهاد، يعني على صعيد الميدان وعلى صعيد السياسة، في الميدان الامر مرئي للجميع والكل يعلم اننا نقاتل كتفا الى كتف سرايا القدس وكتائب القسام ونتقاسم لقمة الخبز والذخيرة والسلاح ونقاتل سوية وهذا الامر معروف وهناك وحدة غير مسبوقة، وحدة دم ووحدة مصير.

وتابع ابو شاهين: وعلى المستوى السياسي ايضا هذه التجربة الجديدة، بالنسبة لنا نحن فوضنا الاخوة في حركة حماس لخوض غمار التفاوض نيابة عن الفصائل الفلسطينية وايضا الفصائل الاخرى ليخوض هذا التفاوض ونحن لدينا ثقة كاملة بالادارة الصلبة للأخوة في حركة حماس في ادارة العملية التفاوضية وهذا يتم عن طريق التنسيق الدائم، من الطبيعي يعني هناك التواصل على مدار الوقت وليس في مناسبات معينة، هناك قنوات اتصال دائمة للتشاور في أي مستجد في الموضوع السياسي.

تابعوا اللقاء كاملا في الفيديو المرفق..