بعد اتفاق بغداد وواشنطن ..

مخاوف من مراوغة أمريكية لإبقاء قواتها في العراق

مخاوف من مراوغة أمريكية لإبقاء قواتها في العراق
الإثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش

توصلت واشنطن الى اتفاق جديد مع الحكومة العراقية يوم الجمعة لإنهاء المهمة العسكرية لتحالفها في العراق، إلا أنه تفاؤل مشوب بحذر من مراغاوات أمريكية.

العالم - العراق

وتوصلت الأطراف المفاوضة العراقية والأمريكية الى اتفاق يفضي الى خروج القوات الامريكية من الأراضي العراقية في شهر أيلول من العام المقبل، وهو أمر نادت به معظم الأوساط الشعبية والسياسية الرافضة لتواجد القوات المحتلة على الاراضي العراقية، خصوصا بعد أن صوت البرلمان عام 2020 على خروج قوات الاحتلال الامريكي من البلاد وألزم الحكومة الاتحادية حينها بتنفيذ هذا الامر بعد الجرائم الاميركية المتزايدة وأبرزها جريمة الاغتيال بحق قادة النصر الشهيدان ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني في مقتربات مطار بغداد الدولي.

الاتفاق العراقي الامريكي الذي أعلن عنه يوم الجمعة الماضي، وعلى الرغم من كونه مطلب تم تحقيقه، الا ان هناك تفاؤل حذر من نوايا امريكا ومراوغاتها، كونها تتخذ من العراق مركزاً استراتيجيا لقواتها في المنطقة، ونقطة انطلاق لعملياتها العسكرية الداعمة للكيان الصهيوني، خصوصا في هذا الوقت الحرج الذي تعيشه المنطقة والظروف الصعبة التي تنذر بالانزلاق نحو حرب شاملة بين محور المقاومة والكيان الصهيوني وامريكا، وهو امر قد يستبعد فكرة الخروج الامريكي من العراق.

وقال عضو ائتلاف دولة القانون عمران كركوش، ان "الإدارة الاميركية قد تذهب باتجاه المراوغة بشأن قرار إخراج قواتها من العراق، حيث طالبت ببقاء عدد من قواتها في مدينة أربيل وهذا أمر غير مقبول، حيث ان واشنطن تمتلك أجندات داخل العراق وتعمل على إثارة الفتن بين القوى، لذا من الضروري تجنب أي حجة تبرر إبقاء قواتها داخل العراق خلال الفترة المقبلة، اذ ان بقاء القوات الاميركية في العراق سيسبب مشاكل كبيرة داخل البلد".

وكانت مجلة التايمز الامريكية، قد أشارت الى أن الاتفاق ينص على أن "مهمة التحالف بقيادة الولايات المتحدة ستنتهي بحلول أيلول من عام 2025 وستخرج القوات الأميركية من قواعد معينة في البلاد، لكن الحكومة العراقية وافقت على السماح للجيش الأميركي بمواصلة استخدام العراق لدعم العمليات الجارية في سوريا المجاورة، حيث يتمركز حوالي 900 جندي أميركي، حتى عام 2026"، موضحة ان "الدعم الأمريكي المستمر لاسرائيل يجعل القوات الامريكية المتبقية في مرمى النيران مما يهدد التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، ولذا فان ما قامت به إدارة بايدن يمهد الطريق لعلاقة أكثر طبيعية وعملية مع الحكومة العراقية، الا ان السؤال الذي لم يُحسم بعد هو ما إذا كان الرئيس القادم سوف يدرك أخيراً أن الولايات المتحدة قد حققت كل ما في وسعها في العراق، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى تنسحب الولايات المتحدة بالكامل من البلاد؟".

من جانبها، أكدت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية في بيان، أن "قضية خروج جميع القوات الأجنبية من العراق بما فيها الأمريكية من أهم الأهداف التي وضعتها الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية نصب أعينها، وبذل رجالها التضحيات والأنفس فداءً وقربانا لسيادة الدولة وكرامة الشعب، ومع الترحيب بالجهود التي بذلتها الحكومة لإخراج ما يسمى بـ (قوات التحالف الدولي) من البلاد، إلا أن التنسيقية تعتقد أن الطرف الأمريكي غير صادق، وأنه يحاول تسويف الموضوع، لكسب الوقت".

وشددت التنسيقية على ان "الاتفاقية التي يراد عقدها يجب تضمينها صراحة ثلاث نقاط أساسية"، وهي: أن (يكون الخروج شاملاً ووفق جدول زمني واضح ومتفق عليه)، و أن (لا تكون عملياتهم التي يريدون القيام بها داخل الأراضي السورية انطلاقا من الأراضي العراقية اذ تعد مخالفة للدستور العراقي وعلاقة حسن الجوار بين الدولتين العراقية والسورية)، و (عدم منح الحصانة للقوات العسكرية الأجنبية أيا كانت مسمياته)".

في حين يجد رئيس حركة وجود محمد أبو سعيدة، ان "الأكراد لديهم موقف خاص تجاه الامريكان ويرفضون أي خروج للقوات الامريكية من البلاد، ووزير الخارجية فؤاد حسين لم يتعامل مع الملف بنفس بارزاني بل قدم نفسه على انه امريكي من أجل خدمة مصالح واشنطن وضمان استمرار تواجد قواتها داخل العراق".