خطط نتنياهو للحرب ومطرقة الرفض و القبول بين أوساطه!

خطط نتنياهو للحرب ومطرقة الرفض و القبول بين أوساطه!
الثلاثاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٤ - ١٢:١٦ بتوقيت غرينتش

نقلت شبكة إيه بي سي الأمريكية عن ضباط ومسئولين إسرائيليين قولهم إن عدم توقيع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على اتفاق لوقف إطلاق النار يدفع الاحتلال إلى حرب كارثية محتملة مع حزب الله.

العالم - الإحتلال

أضاف المسؤولون :" يجب القول بشكل واضح أننا نخسر الحرب وأهمية عملية الردع واستعادة الأسرى".

وذكروا أن الوضع في غزة معقد :" نحن عالقون في غزة وغير قادرين على تحقيق أحد الأهداف الأساسية وأفضل ما يمكن أن نأمل فيه هو إعادة نحو 20 إلى 30 أسير من أصل 100 أسير في غزة".

وتكشف التقارير الإسرائيلية عن تصاعد الخلافات داخل المؤسسة الإسرائيلية بين القيادات العسكرية والسياسية حول كيفية التعامل مع التصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان، وسط تحذيرات من حرب شاملة وأصوات تطالب بحلول سياسية لتجنب تصعيد سينتهي بتسوية سياسية.

ويحذر مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية من خطوات متسارعة تخطط لها الحكومة على الجبهة الشمالية مع لبنان، والتي قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل خلافات متصاعدة بين القيادات العسكرية والسياسية حول الإستراتيجية الأمنية المناسبة، فيما يعتقد عسكريون مؤيدون لتوسيع الحرب أن الظروف الحالية تمثل "نافذة فرصة" لتغيير الوضع الأمني في الشمال، بينما يدعو آخرون إلى البحث عن حلول سياسية لتجنب تصعيد أكبر.

وبحسب محلل الشؤون الاستخباراتية في "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، فإن مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي وفي الأجهزة الأمنية يحذرون من "خطوات متسرعة تخطط لها حكومة "إسرائيل" في الشمال".

وتأتي نتيجة للضغوط المستمرة على حكومة بنيامين نتنياهو في ظل القصف المتواصل على الشمال ومن قبل السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة الحدودية مع لبنان.

وبحسب بيرغمان، "تصاعدت الخلافات بين الجيش الإسرائيلي والحكومة حول إستراتيجية الأمن القومي لإسرائيل بشكل كبير خلال الأيام الماضية، على الرغم من تغير الاصطفافات في المعسكرين المختلفين بعض الشيء"، إذ أنه خلافا لما يحاول تصويره مقربون من نتنياهو أن الأخير يدعم التصعيد فيما يعارضه وزير الأمن، يوآف غالانت، فإن الأخير يدعم التصعيد العسكري وليس كما يحاول مكتب نتنياهو تصويره بأنه صراع بين رئيس الحكومة ووزير الأمن؛ ونقل بيرغمان عن مسؤول رفيع قوله إن "القصة الحقيقية هي الصراع خلف الكواليس بين العسكريين والسياسيين".

واعتبر بيرغمان أن هذه المواجهة بين السياسيين والعسكريين تحصل لأول مرة خلال الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على قطاع غزة، مشيرا إلى أصوات في الجيش تؤيد شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حزب الله - جوا وبرا، وهذه الأصوات تشمل قائد سلاح الجو وقائد القيادة الشمالية إلى جانب قادة كبار على الجبهة الشمالية. ولكن الآخرين، وهم الأغلبية، بما فيهم رئيس الأركان، هرتسي هليفي، "يعتقدون أن هذا التحرك سيكون خاطئا في الوقت الحالي، ولن يؤدي بالضرورة إلى عودة السكان إلى منازلهم، ويتضمن خطرا كبيرا جدا بالتصعيد".

من جانبه، قال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، إن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي يرصدون "فرصة لتغيير الواقع الأمني في الشمال"، وقال "إن العسكريين الداعمين لتوسيع الحرب، يحذرون من أن "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم لن تتم عبر اتفاق سياسي فقط"، معتبرين أن "هناك متغيرات تحتم تصعيد المواجهة مع حزب الله بما في ذلك طول أمد الحرب الذي تجاوز السنة، وهو أمر لم يكن متوقعا. وحالة نفاد الصبر التي تشكلت لدى القادة العسكريين الذين يرون أنه لا يمكن السماح بفقدان السيطرة على مناطق داخل الكيان الإسرائيلي، كما يحدث الآن حيث تم تشكيل حزام أمني فعلي داخله ".

ويرى هؤلاء القادة الداعمين لتوسيع الحرب على لبنان أن جيش الإحتلال درس تحركات "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله على خط التماس مع "إسرائيل" بشكل أوسع، ويعتقدون أنه "على الرغم من إبعاد مقاومي القوة عن الحدود، إلا أنهم تركوا وراءهم بنى تحتية عديدة. وبحسب مصادر عسكرية، فإن تفكيك هذه البنى التحتية يتطلب تدخلاا بريا. ولا يمكن لسكان المناطق الحدودية الإسرائيلية العودة إلى منازلهم وهم يعلمون أن حزب الله يمكنه العودة بسهولة إلى القرى القريبة من الحدود مثل كفر كلا، التي تقع بجوار السياج الفاصل مع المطلة".

وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن "الظروف الحالية هي الأنسب لتصعيد عسكري، حيث أن جنوب لبنان خالٍ من السكان، وكذلك البلدات الإسرائيلية على الحدود، والولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية، مما يجعل الدعم الأميركي مضمونًا في الوقت الحالي". ومع اقتراب فصل الشتاء، أضاف المسؤولون أن الجيش الإسرائيلي "لا يرغب في الانخراط في حرب برية في ظروف الطقس الشتوي الصعبة".

ونقل يهوشواع عن "أحد كبار الضباط" في الجيش الإسرائيلي قوله إن "هناك نافذة فرصة حالية – قبل الانتخابات الأميركية وقبل قدوم الشتاء. إن لم ننتهز الفرصة الآن، فلن نتمكن من إعادة السكان في المستقبل المنظور"، واعتبر أن "تأجيل ذلك لمدة سنة أو سنتين، للاستعداد بشكل أفضل، سيتيح لإيران استغلال هذه الفترة لبناء قوة حزب الله بشكل أسرع وبكلفة أقل، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة"، معتبرا أنه "بينما يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى ستة أشهر لإنتاج صاروخ دقيق واحد، وهو باهظ الثمن، تستطيع إيران بناء آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ بسرعة وكلفة أقل".