ففي حين سجل رضى تام و ارتياح من قوى الثامن من اذار الى هذا التبدل الجذري والانعطافة الحادة في موقف الكنيسة المارونية من الموضوعين، لفت الرد القوي والواضح من مسيحي الرابع عشر من اذار على البطريرك الماروني ولاسيما انتقادات حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع والجماعة الاسلامية التي اتهمته باثارة النعرات الطائفية ، ما يؤشر الى مرحلة جديدة في العلاقة بين الكنيسة المارونية وهذه القوى التي باتت تترقب عودة البطريرك الراعي من رحلته لمعرفة حقيقة الاسباب التي املت موقفه المستجد هذا .
والسؤال عن القراءة الشخصية للبطريرك الراعي التي ادت الى هذا الموقف، وهل ثمة اسبابا اخرى؟ وهل مجلس المطارنة الموارنة في لبنان موافق على ما قيل ؟ وما موقف الفاتيكان مما طرحه.
ويتحدث البعض في بيروت ان موقف البطريرك الراعي من سوريا والمقاومة جاء ليزيد في الطين بلة في وضع قوى الرابع عشر من اذار وهم مازالوا يبكون على الحكم الضائع من بين يديهم ولهذا كان هذا الهجوم على البطريرك الماروني لمجرد انه لم ينطق بلسانها وعبر من باريس عن قناعاته بمشروعية المقاومة في لبنان وخطورة المنحى الذي يدفع اليه الغرب في وسوريا كما قال بعض الاعلام في بيروت واضاف عليه ما قاله بطريرك انطاكيا وسائر المشرق عن خطورة ما يجري في سوريا، الامر الذي اتفق معه الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، والذي وصف بعض المعارضين السوريين بالارهابيين.
وكان هذا المناخ القلق من مسار الامور في المنطقة ومشاريع التفتيت المطروحة، هو الذي دفع البطريرك الماروني بشارة الراعي الى تجديد مواقفه التي اعلنها من فرنسا، ما يؤكد انها تاتي في اطار سياسة الفاتيكان المتخوفة على مصير المسيحيين في الشرق الاوسط كما قال بعض المراقبين في بيروت .
فاعتبر الراعي ان وصول السنة الى الحكم في سوريا سيؤدي الى تحالفهم مع اخوانهم السنة في لبنان، وبالتالي الى تازم الوضع مع الشيعة.
مع ان الجميع في لبنان يدرك ان موقف البطريرك الراعي جاء من باب التخوف على وضع المسيحيين في سوريا ولبنان في حال لاسمح الله نجح الانقلاب على سلطة الرئيس بشار الاسد.
والراعي الذي ذكر بما حصل للمسيحيين في العراق، سال عن اي ديموقراطية يتحدثون في ظل ما يحصل في سوريا .
* محمد غريب - بيروت