عملية "الكرامة".. صرخة الغضب المكبوت في صدور الشعوب

عملية
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٤ - ٠١:١٣ بتوقيت غرينتش

"أطلق الشاب الاردني ماهر الجازي يوم امس الاحد النار على ثلاثة عسكريين اسرائيليين على معبر الكرامة الحدودي بين الأردن وفلسطين المحتلة، بعدما ترجّل من شاحنته وأرداهم قبل أن يستشهد".

العالم الخبر و إعرابه

-منذ يوم امس وحتى اليوم قيل الكثير عن هذه العملية الفدائية، عن اسبابها واهدافها وتداعياتها، فهناك من اعتبرها "فردية"، وهناك من "حذر" من ان الكيان الاسرائيلي سيتخذها ذريعة، لقضم المزيد من الأراضي المحاذية للحدود مع الأردن، ضمن المخطط الذي عُرف بـ"صفقة القرن"، ولفرض السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول الحدود بين الجانبين، في مخالفة صريحة وواضحة لما نصت عليه اتفاقية وادي عربة لـ"السلام" الموقعة بين الطرفين الأردني والإسرائيلي عام 1994. كما فعل مع مصر عندما "انتهك اتفاقية كامب ديفيد وملاحقها" وفرض سيطرته العسكرية على محور فيلادليفيا.

-اولا وقبل كل شيء هذه العملية ليست "فردية"، بمعنى انها وقعت بمعزل عما يجري في المنطقة، فشعوب المنطقة تعيش حالة غضب عارمة لما يجري على اخوتهم في غزة، وان هذه العملية سبقتها العديد من العمليات التي نفذها ابناء الشعب الاردني دفاعا عن اخوتهم في فلسطين، ومن المؤكد انها قد تفجر فوهة بركان الغضب المكبوت في صدور الشعوب العربية والاسلامية والحرة، وخاصة الشعب الاردني الذي تربطه وشائج قوية مع الشعب الفلسطيني، وقد نشهد خلال الفترة القادمة المزيد من هذه العمليات، بعد ان تخلت اغلب الانظمة العربية عن غزة وعن فلسطين، وبعد كل الدعم الامريكي والغربي للتوحش الاسرائيلي.

-ان ما يقال عن احتمال ان يستغل الكيان الاسرائيلي العملية الفدائية، لقضم المزيد من الاراضي او فرض حالة جديدة على معبر الكرامة، فهي احتمال غير وارد اصلا، لسبب بسيط، وهو ان المعبر بات الرئة التي يتنفس منها الكيان الاسرائيلي اقتصاديا وحياتيا، بعد إقفال اليمن للبحر الأحمر أمام السفن المتوجهة الى الكيان. كما ان اي تغيير في انتشار القوات على الحدود التي تصل 335 كم، يعني ان ينشر الكيان فرقا عسكرية على امتداد هذه الحدود وبالتالي سيتخلى عن اهدافه في غزة والضفة ولبنان.

-عملية الكرامة، جاءت لتؤكد على فشل امريكا والكيان الاسرائيلي، في تطويع الشعوب العربية وتزييف وعيها، عبر التطبيع، وبالتالي حصر القضية الفلسطينية بمساحة جغرافية ضيقة في فلسطين. كما انها جاءت لتؤكد ان نتنياهو وعصابته اخطأوا عندما اعتقدوا ان بالامكان الاستفراد بغزة. كما اكدت على فشل سياسة نتنياهو، التي لطالما ربطت كل مقاومة ضد كيانه على انها مصدرها ايران، وان كيانه ليس له مشكلة مع شعوب المنطقة وانظمتها. كما جاءت لتؤكد على فشل نتنياهو وكيانه، في وصف فصائل المقاومة في المنطقة على انها "وكلاء لايران".

-يرى اغلب الخبراء والمحللين، ان كل محاولات وجهود امريكا لوأد القضية الفلسطينية، عبر التطبيع والتسوية، مع الكيان الاسرائيلي فشلت، فالانسان العربي والمسلم، لا يمكنه ان يقف مكتوف الايدي، وهو يرى، استخفاف الكيان الاسرائيلي، وبدعم فاضح من امريكا، بكل القوانين والاعراف الدولية والاخلاقية، ومحاولات الكيان المحمومة لتهويد القدس ووضع اليد على المسجد الاقصى المبارك، ومحاولات ترهيب ابناء الضفة الغربية لدفعهم لترك ديارهم، وقبل كل هذا وذاك، الابادة الجماعية التي تجري على قدم وساق في غزة، منذ اكثر من 11 اشهر، وامام انظار العالم المتفرج، فعملية الكرامة، هي رد فعل طبيعي وطبيعي جدا، على كل هذه العجرفة الامريكية والوحشية الاسرائيلية، وما لم تقف آلة الموت في غزة، فان الموت لن يكون من نصيب اهلها حصرا ما دام هناك في الامة رجال من امثال ماهر الجازي، ورجال محور المقاومة.