خطاب نتنياهو يثير جدلا عارما وتظاهرات ساخطة في الداخل الاسرائيلي

خطاب نتنياهو يثير جدلا عارما وتظاهرات ساخطة في الداخل الاسرائيلي
الإثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - ١١:٢٩ بتوقيت غرينتش

أثارت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، التي أكد فيها تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا رغم الضغوط التي يتعرض لها جدلا كبيرا في الداخل الاسرائيلي وسخطا أدى الى اشتعال مظاهرات عنيفة قمعتها شرطة الاحتلال بالقوة.

ولم يحصد نتنياهو من ضمن المواقف المؤيدة له سوى على دعم وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش واللذين يشترطان على نتنياهو عدم الخروج من محور فلادلفيا للبقاء في التشكيل الحكومي.

وفي المعسكر المقابل، هاجمت المعارضة وأهالي الأسرى تصريحات نتنياهو، واتهمته بالخداع والإهمال والمسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

- لابيد يفنّد

وأكد زعيم المعارضة يائير لابيد إن تصريحات نتنياهو عن أهمية محور فيلادلفيا “خدعة سياسية لا تمت للواقع بصلة”، مضيفا أن ما يقلقه هو محور “بن غفير-سموتريتش”، ويحاول منع تفكك ائتلافه الحاكم.

وقال: هذا كان مؤتمرا صحفيا مخزيا لرئيس وزراء بلا روح، ما سمعناه هذا المساء من نتنياهو هو تلاعب سياسي لا معنى له، حول محور فيلادلفيا الذي لا علاقة له بالواقع".

وأضاف أن "إسرائيل أخلت المحور قبل 19 عاما، وصوت نتنياهو لصالحه سواء في الحكومة أو في الكنيست، وكل ما وصفه اليوم هو فشله".

ومضى لابيد، في كلمة متلفزة بثها على حسابه بمنصة "إكس": "نتنياهو تحدث اليوم وكأن السابع من أكتوبر لم يحدث في عهده، وكأنه غير مسؤول ومذنب بارتكاب أفظع كارثة ومذبحة في تاريخ البلاد".

- هيئة أهالي الاسرى تصعّد

بدورها، قالت هيئة أهالي الأسرى إن تصريحات نتنياهو كانت مليئة “بالكذب والتلفيق”.

وأضافت أن المعنى الحقيقي لكلامه من خلال كل الأكاذيب والتلفيقات هو أنه لا ينوي إعادة الأسرى.

ودعت الهيئة الاسرائيليين، “الذين يؤيد غالبيتهم عودة المختطفين، إلى تصعيد الاحتجاجات حتى عودة آخر المختطفين إلى بيوتهم، وعودة الأحياء منهم لتلقي العلاج والقتلى والأموات لدفنهم بشكل لائق”.

- غانتس يهاجم

من جهته، شن بيني غانتس زعيم “معسكر الدولة” والوزير المستقيل من مجلس الحرب هجوما قويا على نتنياهو، قائلا إن “العجيب أن من كان يخشى المناورة العسكرية في غزة، ولم يرد المناورة إطلاقاً جنوب القطاع، يشرح اليوم لكل الدولة أهمية محور واحد لم يكن يريد الدخول إليه”.

وأضاف أن “من يعرض رسومات مرارًا وتكرارًا، عليه أيضاً أن يقدم عرضاً يشمل إطلاق سراح الرهائن”.

وتابع غانتس: “من لا يعرف كيفية الالتزام بأهداف الحرب، بما في ذلك إعادة المختطفين، لا يستطيع أن يقود المعركة. فليضع المفاتيح ويترك القيادة لمن يستطيع مواجهة كل التحديات”.

- غولان يتوعّد

أما زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان فقال إن “التصريحات الكاذبة للرجل الذي بنى حماس تثبت أنه شخص غير كفء وخطير قرر التخلي عن المختطفين حتى الموت في أسر منظمة ...”.

وأضاف أن نتنياهو هو “أعظم مكافأة لأعداء إسرائيل ...”، وتوعد بالإطاحة به وإعادة الأمن والأمل.

-ليبرمان ينتقد بشدة

كما وجه زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان انتقادات لاذعة لنتنياهو، قائلا إن إرثه الذي سيبقى هو إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس ويحيى السنوار والتصويت لصالح الخروج من محور فيلادلفيا والفشل الأمني الأخطر في تاريخ "إسرائيل" في أكتوبر 2023.

وأضاف ليبرمان أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء، التي عرضها نتنياهو أمام الأمم المتحدة، عشرات المرات.

وقال إن الأجيال ستتذكر حكومة نتنياهو باعتبارها أفشل حكومة.

تظاهرات ومواجهات عنيفة:

تمكن مئات المتظاهرين الإسرائيليين ممن يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس من اقتحام حواجز قريبة من مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في القدس المحتلة، وخوض مواجهات عنيفة مع عناصر الشرطة.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "اقتحم مئات المتظاهرين حواجز في القدس، حيث تقام احتجاجات تطالب بالإفراج عن المختطفين (الأسرى في غزة) أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في شارع غزة"، بالقدس الغربية. وأضافت أن "اشتباكات عنيفة دارت بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية".

وكان آلاف المحتجين قد تظاهروا أمام مقر إقامة نتنياهو مطالبين بصفقة فورية لإطلاق سراح الأسرى. وحمل المتظاهرون 6 توابيت فارغة، في إشارة لـ6 أسرى إسرائيليين في غزة أعاد جيش الاحتلال جثثهم بعد مقتلهم في أحد الأنفاق. كما حملوا لافتات تحمل كلمة "مجرم" في إشارة إلى نتنياهو، و"أنقذ إسرائيل من نفسك"، و"صفقة الآن".

وفي بيان، قالت الشرطة الإسرائيلية: "اعتُقل ستة مشتبه بهم بسبب السلوك غير المنضبط خلال مظاهرة القدس". وأضافت أن "5 متظاهرين حاولوا الوصول إلى المجمع المغلق بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء عبر الطرق الالتفافية دون أن يتمكنوا من ذلك".

وفي تل أبيب (وسط) تظاهر مئات الإسرائيليين، أمام جسر بيغن وسط المدينة، فيما سار الآلاف شمالاً في الطريق إلى مقر حزب الليكود برئاسة نتنياهو في شارع الملك جورج، وفق "يديعوت أحرونوت".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الكيان الاسرائيلي بدعم أميركي عدوانا دمويا على غزة، خلّف أكثر من 135 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

تصنيف :