الشاباك يهاجم بن غفير ويحذر نتنياهو

الشاباك يهاجم بن غفير ويحذر نتنياهو
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤ - ٠٤:٢٤ بتوقيت غرينتش

حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار في رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أنّ "الإرهاب اليهودي" في الضفة الغربية المحتلة.

العالم- فلسطين

وكتب بار في رسالته، التي كُشف عنها في القناة 12 الإسرائيلية وأشارت إليها صحيفة هآرتس العبرية: أن "الإرهاب اليهودي" في الضفة الغربية المحتلة، يعرض وجود إسرائيل للخطر، وينزع الشرعية عن القوات الإسرائيلية ودورها، ويحدث تغييرات في داخل إسرائيل نفسها ويعمق أزماتها الداخلية، بالإضافة إلى مساهمته في نزع الشرعية الدولية عن الاحتلال، مشيراً إلى تواطؤ الشرطة مع المستوطنين.

واضاف: أن قادة "هذه الظاهرة يدفعون نحو فقدان السلطات الاسرائيلية السيطرة، والضرر لإسرائيل لا يوصف". وبحسب بار، فهناك استخفاف من قبل الشرطة، وشعور متزايد بدعمها السري لهذه الأعمال، وهو ما ينعكس من خلال "الزياد الكبيرة في عدد المشاركين في هذه الظاهرة (أي جرائم المستوطنين واعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة وإحراق ممتلكاتهم...)".

وأشار بار في رسالته إلى عدة عوامل تساهم في زيادة جرائم المستوطنين وتدعم الإرهاب اليهودي، منها "فقدان الخوف من الاعتقال الإداري نظراً لأوضاع المعتقلين (الإداريين اليهود) والأموال التي يحصلون عليها بعد إطلاق سراحهم من أعضاء كنيست، مع منحهم الشرعية والثناء عليهم، إلى جانب حملة نزع الشرعية عن قوات الأمن (الإسرائيلية)". وأضاف بار أن "ظاهرة فتية التلال"، توفر نطاقاً واسعاً للنشاط العنيف ضد الفلسطينيين.

الإرهاب اليهودي.. من الأنشطة السرية إلى المكشوفة

وبحسب رئيس الشاباك، فقد حدث تغيير في طبيعة الأنشطة الإرهابية اليهودية، "من نشاط عيني وسري إلى نشاط واسع ومكشوف. من استخدام الولاعة (لإشعال الحرائق) إلى استخدام وسائل قتالية (أسلحة). في بعض الأحيان استخدام وسائل قتالية وزعتها حكومة اسرائيل بشكل قانوني. من التهرب من القوات الأمنية (الإسرائيلية) إلى مهاجمة القوات الأمنية".

وحذر بار: "إننا على أعتاب عملية جدية تغير الواقع. إن الضرر الذي لحق بإسرائيل، وخاصة في هذا الوقت، وفي معظمه من قبل جمهور المستوطنين لا يوصف: نزع الشرعية العالمية حتى من طرف أفضل أصدقائنا. (المزيد من) نشر قوات الجيش الإسرائيلي، الذي يواجه أصلاً صعوبة في الصمود بجميع المهام... كما أن الهجمات الانتقامية تشعل جبهة أخرى في الحرب متعددة الجبهات التي نحن فيها، وتدخل عناصر إضافية إلى دائرة الإرهاب، كتلك التي لم تكن موجودة من قبل، بهدف الانتقام، وتشكل منحدراً زلقاً يساعد على الشعور بغياب الحكم، وصعوبة أخرى في خلق تحالفات إقليمية مطلوبة في مواجهة المحور الشيعي وفوق كل شيء: وصمة عار كبيرة على اليهودية وعلينا جميعاً".

وكتب بار "سيكون هناك من يقول إن هذه العملية تتعلق بتحقيق أيديولوجية أحفاد الحاخام (مائير) كاهانا ويدمجها مع أفكار التمرد من مدرسة الحاخام (يتسحاق) جينزبورغ .. وهذا يعني أيضاً أنه من الأسهل تدمير النسيج الاجتماعي (الإسرائيلي) بدلاً من ترميمه، كما تدعم تفكيك هيكل الدولة ونقل الأراضي (السيطرة على الأراضي الفلسطينية)، من أجل تسليط الضوء على التناقض بين اليهودية والديمقراطية، وهما قيمتان أراهما يدعمان بعضهما البعض. وباسم هذه العقيدة، هم (المستوطنون) على استعداد لتعريض أمنها ووجودها للخطر مع تقويض الثقة في مؤسساتها".

وأشار رئيس الشاباك في رسالته أيضاً، إلى اقتحام ما یسمى وزير الأمن الاسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، في الآونة الأخيرة، "وصلاة مئات اليهود إلى جانب الوزير بخلاف الوضع القائم". وأضاف أن "الاستعراضات التي شاهدناها في جبل الهيكل (وفق التعبير اليهودي)"، يمكن أن تجر إسرائيل إلى اتجاه "يؤدي إلى إراقة الكثير من الدماء ويغير وجه اسرائيل إلى درجة لا يمكن معرفتها". ورأى بار أنه "لا بد من موقف واضح، أن هذا نشاط غير قانوني وخطير، قيمياً وأمنياً. وينبغي أن يكون هذا أحد الأهداف الرئيسية للحكومة، مبكراً وقبل فوات الأوان. هذه الظاهرة تشكل خطراً كبيراً جداً على أمن المنطقة".

من جهته، طالب بن غفير خلال جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، مساء أمس الخميس، بإقالة رئيس الشاباك رونين بار من منصبه. وعندما دعم نتنياهو والوزراء بار، غادر بن غفير الجلسة.

وهاجم بن غفير، في منشور على حسابه على منصة إكس، معرباً عن دعمه لرئيس الشاباك، قائلاً: "أمام التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها الوزير بن غفير، والتي تعرض الأمن القومي لإسرائيل للخطر، وتخلق انقساماً داخلياً في الشعب، فإن رئيس جهاز الأمن العام وأعضاء فريقه، يؤدون واجبهم ويحذرون من التبعات الخطيرة لهذه التصرفات". ورد عليه بن غفير: "وعدت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، وفي الوقت الراهن تعيد الشمال إلى العصر الحجري. بدلاً من مهاجمتي عبر تويتر، ابدأ بمهاجمة حزب الله في لبنان".