العالم - خاص بالعالم
السيف اصدق انباء من الكتب، والواقع اشد الما مما تراه خلف الشاشات.. عاد من غزة بعد ثلاثة أسابيع قضاها هناك حاملا من الحكايا ما يشيب لها الوليد كمن دخل الجحيم وعاد حيا.
الطبيب العماني هاني القاضي الذي ذهب إلى هناك بملء ارادته رأى من الجرائم والانتهاكات الكبرى ما لا يمكن تخيله لكنه يود لو أن له القدرة لتقديم اكثر مما قدم.
وقال الطبيب العماني:"عدت بإيمان صادق بأن شعب غزة هو شعب كريم وشعب صامد وشعب قوي، ولو أنه يتعرض لجميع أنواع إنتهاكات حقوق الانسان وكذلك المجتمع الدولي يقف صامتا ونحن نشاهد المجازر اليومية التي نراها هناك في غزة".
لا يمكن الحديث هناك عن حقوق للإنسان ولا قوانين دولية.. فالعالم ينظر إلى الأراضي المحتلة بعيني الذئب واحدة مغمضة تجاه غزة وأخرى مفتوحة تبكي الجلاد الذي لم يترك بصيصا للحياة.
وقال الطبيب:"نجد حالات كثيرة.. كحالات اصابة اطفال ابرياء وأصعب شيء عندما ترى طفلا يتألم ونرى الاطفال يتألمون بسبب الإصابات والحروق التي كانوا يتعرضون لها لأنهم لا يعلمون لماذا يستهدفون.. فمن الصعوبة جدا ان نرى هذه الحالات ولا نتاثر بها".
كطبيب تعود ان يمارس مهنته في المستشفيات لم يجد القاضي اثرا لها خاصة في الشمال المدمر وحتى الجراحون رغم التعود يعجز صبرهم امام أشلاء الاطفال والنساء.
حكايا الطبيب تحي الضمير من جديد.. فبعد اشهر من المشاهد المروعة والاشلاء الممزقة والعويل والنحيب قد تدمن النفس ذلك خاصة وانها ترقب الوضع من بعيد..ولكن هناك من عاش المأساة ذاتها عدة مرات فيستحيل ان يتعود خاصة وجزء منه هناك في غزة.
وقالت سارة مصطفى قاسم وهي معلمة عمانية:" نرى صور المجازر والظروف التي يمر بها الفلسطينيون للأسف المرء يعتاد.. ولكن وجود تجربة حية من شخص ذهب ورأى ونقل تجربته فهذا شيء مختلف".
من رأى ليس كمن سمع ومن شهد الواقع ليس كمن راقبه عن بعد.. هكذا هي غزة نزيف مستمر وألم مبرح وصمود لشعب قيل عنه من الجبارين.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...