أسرى من غزة مفرج عنهم يروون معاناتهم: وحشية الاحتلال

أسرى من غزة مفرج عنهم يروون معاناتهم: وحشية الاحتلال
الخميس ٢٥ يوليو ٢٠٢٤ - ٠١:٤٢ بتوقيت غرينتش

كشف أسرى من غزة، أطلق الاحتلال سراحهم اليوم الخميس، عن ممارسات مروعة وأساليب تعذيب مختلفة تعرضوا لها في أقبية سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقال أسرى من غزة أفرج عنهم أثناء وجودهم داخل مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، إنهم "تعرضوا خلال فترة اعتقالهم لتعذيب وصعق بالكهرباء وتنكيل وتجويع".

العالم-الاحتلال

وصباح الخميس، أفرج الاحتلال عن ثمانية فلسطينيين بعد اعتقالهم من قطاع غزة خلال العمليات العسكرية البرية ضمن حربها المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى امرأتين من القطاع اعتقلتا خلال مرافقتهما مرضى يخضعون للعلاج داخل فلسطين المحتلة. ومن بين الأسرى الثمانية، توجه ستة منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج، بينما توجه الاثنان الآخران للبحث عن ذويهما.

أسرى من غزة يروون عن تعذيب قاس

وقال الأسير المفرج عنه محمد يحيى اللوح: "تعرضنا لتعذيب قاسٍ وضرب مبرح طوال فترة اعتقالنا، وكانت 30 يومًا من أصعب الأيام واللحظات التي عشتها في حياتي". وأضاف: "منذ اللحظة الأولى لاعتقالنا جرى تعصيب أعيننا وتكبيل أيدينا وأرجلنا، وبدأت جولات التحقيق والتعذيب على مدار الساعة، بما في ذلك الصعق بالكهرباء"، وتابع أن "الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من الجوع والعطش بسبب النقص الشديد في الطعام والمياه".

وبالنسبة لأساليب التعذيب، يقول الأسير المفرج عنه محمد عادل أبو شعر: "أساليب التعذيب كانت غير إنسانية وقاسية، ولم تتوقف للحظة أثناء وجودنا داخل السجون الإسرائيلية". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي كان يتعمد ضرب الأسرى على الظهر والعمود الفقري والبطن بالأسلحة والهراوات، ووضع العصي الكهربائية في مناطق حساسة وداخل الفم، إلى جانب تكسير الأسنان من شدة الضرب على الوجه".

ويتابع: "تعرضنا أيضًا لتعذيب نفسي قاسٍ وشبحٍ من الأقدام أو الأيدي وهي مكبلة لساعات طويلة، وكان الجنود يتعمدون وضع أقدامهم فوق رؤوس الأسرى وهم ملقون على الأرض بشكل مهين".

ظروف مأساوية

فيما قال المفرج عنه محمد الزعانين: "جنود الاحتلال أطلقوا النار علينا بعد إطلاق سراحنا لمنعنا من التوقف عن الركض، رغم أننا مرهقون ولا نقوى على المشي". وأضاف: "تعمد الجيش إطلاق الكلاب المتوحشة علينا ضمن عمليات التعذيب المختلفة، وشاهدت أكثر من 150 أسيرًا تعرضوا لحالات بتر في الأطراف"، وتابع: "عشنا أوضاعًا مأساوية للغاية لا يمكن احتمالها، ولا يتصورها العقل البشري".

أما الفلسطينية فتحية أبو موسى، المفرج عنها، فقالت: "اعتقلت من داخل إسرائيل، حيث كنت مرافقة لأختي المريضة، وحكمت بالسجن 60 يوما". وأضافت: "قضيت 45 يومًا عشت فيها حياة الذل والهوان داخل سجون إسرائيل، حيث لم تكن هناك حمامات نظيفة، ولا طعام كافٍ، ولا ملابس، ولا مواد تنظيف شخصية"، وتابعت أن "أسرى غزة يتعرضون لتعذيب مضاعف وعقوبات أشد قسوة من غيرهم في حال ارتكبوا أي خطأ".

وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية.

ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقل جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا. وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام صهيونية عن تعرض معتقلين فلسطينيين من غزة لتعذيب وإهمال طبي أودى بحياة العديد منهم في منشآت اعتقال صهيونية.