وشدد قاسم خلال حديث لصحيفة السفير اللبنانية "بأن المقاومة لا تتأثر بأي وضع سياسي داخلي أو اقليمي مهما كان"، ناصحا المراهنين على متغيرات ما في سوريا أو المنطقة العربية للمس بالمقاومة "ألا يضيعوا وقتهم وألا يتوهموا كثيرا".
ودعا الشيخ قاسم في ذكرى الانتصار الى توجيه البوصلة مجددا الى "العدو الاسرائيلي" لنعلم انه وراء خفايا كثيرة لها علاقة بالمشاكل والفتن والتحركات الداخلية التي تستهدف إقلاق لبنان ، بعد ان "فشل هذا العدو في استخدام آخر ورقة كان يتوقع ان يستخدمها وتنتج له حلا وهي ورقة العدوان الكبير في تموز 2006، فقد أصبح واضحا للجميع ان استعدادات اسرائيل في وقتها الى شهر ايلول من العام 2006 كانت استعدادات تستهدف القضاء على "حزب الله" وبالتالي القضاء على مشروع المقاومة ورمز المقاومة ومشروع المقاومة في لبنان والمنطقة".
وشدد على انه "آن للجميع في لبنان أن يضع الامور على السكة الصحيحة وذلك بالفصل بين أمرين الاول، له علاقة بحسم ان العدو واحد لا غير وهو اسرائيل، وهذا ما يستلزم ان نكون مستعدين كي لا يباغتنا هذا العدو في يوم من الايام. الثاني، ان ينصرف الجميع الى قضايا الناس الداخلية ومصالحهم".
واشار نائب الامين العالم لحزب الله الى انه "قبل التطورات التي حصلت في المنطقة العربية هذا العام، كان العدو في وضع صعب ولم يكن قد حسم قدرته في ان يخوض مواجهة عسكرية مع "حزب الله" برغم كل المناورات التي أجراها والتي كانت تستهدف تمتين الجبهة الداخلية المدنية، ولم يتمكن من معالجة فارق القدرة ولا تطوير القدرة بما ينافس وضع تموز 2006، أي اننا لو قارنا قدرات العدو وإمكاناته في تموز وقارنا تطور المقاومة إعدادا واستعدادا خلال الفترة ذاتها، يتبين تفوق "حزب الله" من الناحية النظرية على العدو والعدو يعلم ذلك تماما".
وفي جانب آخر من تصريحاته قال الشيخ قاسم ان "الوضع السوري يحتاج الى بعض الوقت حتى يستقر أكثر، لكن لا أعتقد ان المراهنين على تغييرات في سوريا تؤدي الى تغييرات في لبنان سينجحون، لان الوقائع تقول غير هذا"، إضافة الى ان "واقع لبنان يتأثر بخصوصياته وظروفه ولديه نوع من التماسك الخاص المرتبط بثلاثي الشعب والجيش والمقاومة بما يجعله بمنأى عن التأثر بالتطورات"، وأقول للمراهنين على متغيرات في سوريا تؤثر على المقاومة، "لا تتوهموا كثيرا ولا تضيعوا وقتكم ولا تعبئوا جمهوركم بطريقة خاطئة، اعملوا بطريقة ايجابية للمساهمة في الحلول والمعالجة فهذا لمصلحة لبنان ولمصلحة سوريا".
واكد قاسم ان "المقاومة في حالة تصاعدية ومستمرة بحمد الله مهما كانت الملفات الداخلية أو الاقليمية معقدة أو صعبة، فسواء كانت تمس "حزب الله" بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو تمس حلفاءه فإن هذه الملفات لها طريق متابعة يختلف عن مسار المقاومة الذي لن يوقفه شيء ان شاء الله".
من جهة اخرى اكد الشيخ قاسم على ان "الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي ناجحة من ناحية الاتجاه السياسي الذي اختارته وتدافع عنه، وقد سمعنا تصريحات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وكل المسؤولين الذين اكدوا على ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وعلى ان لا يكون لبنان في ركب أي وصاية اجنبية، فمن الناحية السياسية الحكومة انطلقت على أساس هذه الرؤية وعبرت عنها من خلال أفرادها ونحن راضون عن الاطار السياسي وعن الموقف السياسي للحكومة وهي تشكل في الواقع حماية لمصالح لبنان".
ولفت الى ان "طاولة الحوار موجودة ولها برنامج عمل واضح والمشاركون فيها انما شاركوا على أساس المناقشة في الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، وعلى هذا الاساس نحن نوافق على انعقاد طاولة الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، ولا نقبل أي شروط مسبقة ولا نوافق على أي تعديلات خارج الطاولة. لبنان له عدو واحد اسمه اسرائيل وعلينا ان نناقش الاستراتيجية الدفاعية لنحمي لبنان بالطريقة المناسبة ونقطة على السطر".