العالم - كشكول
داخليا، يؤكد كل من الجماهير والسلطات على ضرورة إجراء تحقيق دقيق وشامل فيما يخص هذه القضية، هذا في حين انه على الصعيد الخارجي، فان معظم وسائل الإعلام المناوئة تحاول من خلال استغلال هذه القضية تصفية حساباتها مع الجمهورية الإسلامية، وفي الحقيقة مع الإسلام .
مما لاشك فيه أن هذه الحادثة حزّت في نفوس الإيرانيين بشكل خاص، وضرورة متابعتها حتى توضيح الأبعاد الدقيقة للحادث هو في الواقع واجب وطني وديني. وكان رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي، وفي أول رد فعل له على هذا الحادث وضمن الاعراب عن مواساته مع اسرة المرحومة، اكد أنه أصدر أمرا بإجراء تحقيق دقيق وجاد. هذا فيما القت كل من السلطتين القضائية والتشريعية بكل ثقلها لمتابعة القضية. وحتى الان، فإن ذلك يعني أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تشعر بالمسؤولية في هذه القضية أكثر من أي جهة او شخص آخر. وبالطبع، يمكن تقييم مستقبل هذه القضية بانه مشرق في ضوء هذا العزم الجاد من قبل الجميع .
في غضون ذلك وفي ظل هذه الظروف حيث سيستغرق الحصول على سرد موثق وشامل لما جرى في هذه الحادثة بعض الوقت، من الضروري الانتباه إلى عدة نقاط.
أولا ، في حالة وفاة السيدة مهسا أميني، ورغم ان محضر الشرطة والوثائق الموجودة تظهر عدم حدوث أي تجاوز، لكن النظام لم يكتف بهذا التقرير، ولضمان عدم ضياع حقوق المواطن، أمر بإجراء تحقيق شامل مشفوعا بالوثائق والادلة فيما يخص هذه القضية .
ثانيا، في هذه الظروف، فإن طريقة تعامل معاندي ومناوئي الإسلام والجمهورية الإسلامية مع هذه القضية، خاصة في الخارج، تشير إلى أن هؤلاء الافراد والاوساط لا يسعون إلى اكتشاف حقيقة الأمر، بل يسعون الى شن هجوم على الإسلام والنظام الإسلامي بشكل اساسي بحجة وفاة المرحومة مهسا أميني. ومن الواضح أن هذه الجهات تصر في هذه الحالة على تضخيم أبعاد القضية في ظل أحكامها المسبقة، للنيل من الجمهورية الاسلامية والتعاليم الاسلامية وتقديمها على انها تستوجب العقاب والعداء، وذلك قبل الكشف عن الأبعاد الدقيقة للحادثة وتحديد الجناة المحتملين. في هذا الصدد، يكفي النظر إلى تركيبة وتوجهات المجموعات التي لا تتعدى بضع عشرات من الأشخاص والتي تزعم بان السيدة مهسا اميني تم قتلها، حتى يتم التعرف على اهدافها ومآربها .
اخيرا وليس آخرا، فان قائد شرطة طهران صرح اليوم بثقة أمام كاميرات وسائل الإعلام المختلفة أنه لم يحدث اي صدام مع المرحومة مهسا اميني. بهذا التصريح الواضح والحاسم الذي ادلى به قائد شرطة طهران العميد حسين رحيمي أمام الرأي العام، يكون قد اكد على النهج الإصلاحي والإيجابي للشرطة، والاعلان عن استعداد هذه القوة للتعاون المطلق لازالة اي شكوك أو تساؤلات بهذا الشأن.