لماذا إبتلعت أوروبا إهانة يائير لابيد لجوزيب بوريل؟

لماذا إبتلعت أوروبا إهانة يائير لابيد لجوزيب بوريل؟
الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

انك "تتجاهل الإنذارات الخطيرة"، ما قمت به هو "خطأ استراتيجي وعدم اكتراث لإسرائيل"، ان "موقفك مخيب للآمال كثيراً"، انك "تبعث برسالة خاطئة لإيران"، بهذا الكلام الاستعلائي والمتعجرف والبعيد كل البعد عن اللياقة والاعراف الدبلوماسية، خاطب وزير خارجية الكيان الإسرائيلي يائير لابيد، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، بسبب الزيارة التي قام بها الاخير الى ايران.

العالم كشكول

الغريب ان وسائل إعلام أميركية، ومنها موقع "بوليتيكو"، حاولت ان تضع هذه الوقاحة الاسرائيلية في اطار ما اسمته "وقوع مشادة حادة" بين لابيد وبوريل، رغم انها لم تنقل عن بوريل اي كلام يوحي بانه كان في "مشادة حادة" مع لابيد، فكل الذي نقلته وسائل الاعلام هذه، هو ان بوريل "توجّه قبيل سفره إلى لابيد وأبلغه أنه يعمل على إعادة إيران إلى المفاوضات حول الاتفاق النووي".

موقع "بوليتيكو" نقل عن "مصادر سياسية" تأكيدها "تبادل الرسائل بين لابيد وبوريل، الا انه لم ينقل عن بوريل اي موقف يمكن ان يوصف بانه انتقاد لـ"اسرائيل"، الا انه في المقابل ذكرت ان لابيد كتب الى بوريل يستهجن فيه كلامه عن امكانية استئناف المفاوضات النووية، والعودة الى الاتفاق النووي قائلا: " يتحدثون عن إمكانية كبيرة فيما يتعلق بالموضوع الإيراني"!، رغم ان ايران تهدد "اسرائيل" وفقا لتعبير لابيد.

كعادة وسائل الاعلام الامريكية والاوروبية والغربية بشكل عام، تم تجاهل هذا الصلف والوقاحة الاسرائيلية، والاهانة التي وجهها لابيد الى مسؤول اوروبي كبير، وكأن شيئا لم يحدث، فقط لانها صدرت من "اسرائيلي"، الامر الذي يؤكد ما يذهب اليه الكثيرون، من ان الصهيونية العالمية تتحكم بالسياست الاوروبية والامريكية والغربية عموما، من خلال لوبياتها التي تتحكم بمفاصل حكومات ومراكز القرار في الغرب.

الاهانة لم يوجهها لابيد لشخص بوريل فحسب، بل هي اهانة للاتحاد الاوروبي باكمله، بل حتى لامريكا، التي تعتبر الحامي الاكبر للكيان الاسرائيلي، فالرجل ما جاء الى طهران، الا بإيعاز من الاتحاد الاوروبي والترويكا الاوروبية، وامريكا، فدوره محوري في تنسيق مواقف هذه الجهات من المفاوضات النووية.

يبدو ان الاوروبيين والامريكيين والغربيين، إعتادوا على الوقاحة والاهانة التي توجهها "اسرائيل" لهم، دون ان ينبسوا ببنت شفة، بعد ان شربوا من نفس الكأس الذي سقوه للعالم، عندما سوقوا هذا الكيان الارهابي العنصري المتوحش، على انه كيان فوق القانون ولا يحق حتى للامم المتحدة من توجيه أدنى انتقاد له، رغم كل ما ارتكبه من فظاعات خلال أكثر من 7 عقود.