العالم - ليبيا
لا أجمل من قضاء الأوقات مع القرآن الكريم وخدمة هذا الكتاب المقدس وخصوصا في شهر رمضان المبارك. هذا ما يعبر عنه فريق تطوعي يعمل بورشة فنية لترميم المصاحف في العاصمة الليبية طرابلس. أعضاء الفريق بأدواتهم الرئيسية كالمقص والصمغ والورق المقوى والخيط يدأبون في العمل كخلية نحل وبصمت في هذه الورشة. صمت لا يكسره سوى سماع صوت تلاوة آيات من الذكر الحكيم عبر تلفاز قديم وضع في إحدى زوايا الغرفة الرئيسية.
فشراء المصاحف الجديدة ينشط في شهر الخير، لكن هذا الأمر تغير في ليبيا في الآونة الأخيرة، ودفع ارتفاع ثمن المصاحف عدداً كبيراً من الناس إلى صيانة القديمة منها خصوصاً أن معظمها مرتبط بذكرى انسانية وروحية خاصة تعني لهم وفيها رائحة الآباء والأحباء . أما أعمال الصيانة فتتم تطوعياً وعبر هبات ومخصصات مالية يقدمها أهل الخير والاحسان ولا يتقاضى العاملون في فريق الترميم أي منح أو رواتب نظير المهمة التي ينفذونها.
وتتفاوت صيانة المصحف وتغليفه تبعاً لحالته ومستوى تلفه فصيانة مصحف محدود التضرر لا يستغرق أكثر من ساعة، أما المتضرر كثيرا فيحتاج إلى ساعتين أو أكثر. وتستلزم صيانة المصاحف مراحل عدة كاللصق بالصمغ وخياطة الأساس واستبدال القاعدة الورقية أو تفكيكها بالكامل وإعادة تجميعها وهي عملية مضنية تستلزم وقتاً وتركيزاً عالياً لضمان إعادة المصاحف إلى هيئتها السابقة.