العالم - قضية اليوم
اجهزة الامن الاسرائيلية انكبت على قراءة المشهد وكيفية التعامل معه ومحاولة الاستفادة من الدروس والعبر على حد تعبيرهم، لكن السياسيين الاسرائيليين كانت ورطتهم اكبر لانها تتعلق بمشهد سياسي ظنوا لساعات فقط انهم سيستفيدون منه حتى جاءت العملية ونسفته من اساسه هذا المشهد هو قمة النقب التي جمعت اربعة من وزراء الخارجية العرب الى جانب وزير الخارجية الامريكي بقيادة يائير لبيد وزيرالخارجية الاسرائيلي، المعلن بان هدف القمة تشكيل حلف استراتيجي والتشاور للتعامل مع الجمهورية الاسلامية في ايران التي قال يائير لبيد انها تشكل خطورة على كيانه وعلى اصدقاءه العرب الذين انضموا اليه، وبما ان تل ابيب هي صاحبة التقدم الامني والتكنولوجي والعسكري فهي ستكون عرابة الحلف والضامنة له ، لكن بعد عملية بني براك وقبل ان يصبح الحلف الجديد واقعا تبين ان (اسرائيل ) التي ستحمل عبـأ حماية الحلفاء، غير قادرة على حماية نفسها من فلسطيني لا يملك سوى سلاحا شخصيا وعددا من الرصاصات وقرر فجأة ان يتقدم نحو معركة مفتوحة منذ سبعين عاما وان يقدم نفسه على مذبحها. الكلمة الاصدق في ظل العملية جاءت على لسان احد الصحفيين الاسرائيليين الذي قال بانهم في العام 2000 اصبحوا يخشون ركوب الحافلات –في اشارة الى العمليات الاستشهادية يومها – واليوم اصبحوا يخشون السير في الشوارع، هذه الكلمة تلخص ازمة الكيان الاسرائيلي وعدم قدرته على ان يحصن نفسه امنيا فكيف سيحصن الغير، قمة النقب سياسيا لا تعدو اكثر من علاقات عامة ونقاط يسعى لاحتسابها يائير لبيد لنفسه كسياسي ينتظر بعد اشهر ان يصبح رئيسا للحكومة الاسرائيلية ، اما وزراء الخارجية العرب الذين تشابكت ايديهم بيديه فليسوا سوى ديكور مكمل يرفع من الرصيد السياسي للرجل، اما على الارض فهم يدركون بان هذا الكيان اصبح منزوع الاظافر متهالك الانياب وبانه يحاول تخويفهم من عدو وهمي بالنسبة لهم لان ايران وعلى مدار التاريخ منذ الثورة الاسلامية وحتى اليوم لم تألو جهدا في محاولة التقارب مع الاقليم والدعوة الى ضرورة الحوار الاستراتيجي، ليس بعيدا من اليوم سيكتشف العرب الذين ذهبوا الى صحراء النقب بالقرب من قبر ديفيد بن غوريون مؤسس الكيان والذي ارتكب ابشع المجازر بحق العرب انهم راهنوا على حصان خاسر غير قادر حتى ان يكون في المراكز المتاخرة في السباق المستمر والذي يبدو اننا نقترب فيه من خط النهاية .
فارس الصرفندي