العالم_لبنان
وعلى خلاف ما كان متوقعاً، قد تصل الكهرباء الأردنية عبر سوريا إلى لبنان قبل الغاز المصري. في الملف الأخير، أعلنت دمشق باكراً عدم وجود أي عائق لضخ الغاز، وأبلغت كل الأطراف بجهوزية خط الغاز العربي المارّ في أراضيها من الناحية الفنية لنقل الغاز المصري، وقدّمت دعماً فنياً للكوادر اللبنانية للكشف عن المقطع الذي يربط محطة الدبوسية في محافظة حمص السورية بمحطة دير عمار في شمال لبنان، والذي تبيّن بعد إجراء الكشف أنه سليم فنياً.
و نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم الاثنين عن مصادر وزارة النفط السورية أن الكرة في ملعب وزارة النفط المصرية التي يبدو أن لديها حسابات أو هواجس أخرى، بدءاً من الجدوى الاقتصادية المتحققة للقاهرة من المشروع مقارنة بعمليات تسييل الغاز وتصديره إلى دول أوروبية، وصولاً إلى الخشية من تعرض الخط في مقطعه السوري لاعتداءات إرهابية كما حصل منذ نحو شهرين، وتالياً من هي الجهة التي ستتحمل الخسائر المترتبة عن ذلك، ولا سيما لجهة فاتورة كميات الغاز المتسربة، إضافة الى استمرار تأكيد الجهات المصرية أنها لم تحصل بعد على إذن أميركي مباشر وواضح لإعفاء شركاتها من عقوبات قانون قيصر.
وتلفت المصادر، هنا، الى أن نقل الغاز القطري بالسفن إلى خليج العقبة، وتغويزه وضخّه في خط الغاز العربي، ليس أقل أهمية من عملية نقل الغاز المصري، فمثلاً، يمكن لحمولة سفينة واحدة من الغاز تشغيل محطة دير علي الكهربائية في سوريا لمدة يوم ونصف يوم. وتضيف إنه "سواء كان الغاز مصرياً أو قطرياً أو الاثنين معاً، فإن خط الغاز العربي في جميع مقاطعه جاهز للمباشرة بضخه، وصولاً إلى محطة دير عمار اللبنانية.
على خط مواز، أنجزت فرق الصيانة التابعة لوزارة الكهرباء السورية أكثر من نصف عمليات الصيانة المقررة للشبكة الكهربائية في مقطعها المدمر، وما يزيد على 63% من الأبراج التي تعرضت للتخريب خلال سنوات الحرب (251 برجاً على طول الخط البالغ طوله 87.5 كلم)، ما يطرح تساؤلات عن إمكانية أن تكون الشبكة الكهربائية السورية جاهزة مع بداية العام لنقل الكهرباء الأردنية إلى لبنان، أو أنها ستكون بحاجة إلى بضعة أيام أو أسابيع قبل أن تكتمل عمليات الصيانة تماماً.
وزير الكهرباء السوري غسان الزامل أكد أن الشبكة السورية "ستكون جاهزة تماماً للربط مع نظيرتها الأردنية مع آخر يوم من الشهر الجاري، بما في ذلك إنجازها لجميع الاختبارات الفنية، وإجراء خطوات التطابق للقيم الفنية بين شبكات الدول الثلاث. وتالياً فإن عملية الربط قد تجرى خلال الأسبوع الأول من العام الجديد في حال اتخاذ الدول الثلاث قراراً بذلك. وأوضح أن الكوادر الفنية في وزارة الكهرباء تعمل حالياً على مد خطين فوق خطوط النقل مخصصين للاتصالات ونقل إشارات الأعطال، يتوقع الانتهاء منهما منتصف الشهر الجاري، لتبدأ بعدها الفرق الفنية، بالتنسيق مع نظيراتها في كل من لبنان والأردن، بإجراء اختبارات لمدة سبعة أيام للكشف عن الأعطال.
في السياق نفسه، شهدت الأيام الماضية موجة انتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، على خلفية تصريحات المدير العام لمؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء حول العائد الذي ستحصل عليه سوريا جراء نقل الكهرباء الأردنية إلى لبنان، والمقدر بنسبة 8% من كمية الكهرباء المنقولة. وهي نسبة ضئيلة جداً في ضوء ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة، فضلاً عن تكاليف إصلاح الشبكة، والتي أكد الزامل أنها ستصل إلى حوالى خمسة ملايين ونصف مليون دولار، مشيراً إلى أن الوزارة تبحث مع بعض برامج الأمم المتحدة تمويل المشروع، نظراً إلى الفائدة السورية المحدودة من المشروع.