العالم- فلسطين
واعتبر كوهين أنَّ النتيجة المحزنة لانسحاب متسرع وغير مدروس، ومن دون استعداد كاف، قد تكون في ازدياد للوجود السياسي الإيراني داخل العراق، وإنّ المعركة الإيرانية المتواصلة في القسم الشمالي من الشرق الأوسط، إثر انسحاب أمريكي محتمل والمشاهد المرعبة من أفغانستان وسقوطها السريع جدًا بأيدي حركة طالبان، يستوجب استعدادًا لإمكانية أن تؤدي خطوة أمريكية مشابهة في العراق إلى انهيار أجزاء أساسية في الشرق الأوسط، الهش أصلاً.
وأضاف "إيران لم تتوقف للحظة عن بذل جهودها من أجل ترسيخ مكانتها العسكرية في منطقتنا- حسب وصفه- في لبنان، تعزز قوة وتسلح حزب الله. في سوريا، تحافظ على حضور نشط لحرس الثورة وتساعد في إدخال وسائل قتالية الى الدولة بموازاة التصنيع الذاتي. الوجود الإيراني في العراق ملموس ومقلق، وهو يستند على ركيزتين: الحشد الشعبي، وقوة القدس".
ولفت كوهين إلى أنَّ قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من أفغانستان جاء بموازاة خطوة لا تقل أهمية عن محاولات استئناف الاتصالات من قبل القوى العظمى مع إيران للتوصل إلى اتفاقٍ نوويٍ جديد.
بالإضافة إلى ما ساقه أعلاه، رأى كوهين أنّه "وبين الانسحاب والتطلع بلا مساومة من جانب الولايات المتحدة إلى اتصال مع إيران حول اتفاق نووي، تقف "إسرائيل" أمام مفترق مصيري. كلا هذيْن الحدثيْن الدراماتيكيين يؤثران على اتصالاتها الدولية مع الجهات القوية في الشرق الأوسط، روسيا، أوروبا وبصورة رئيسية في الولايات المتحدة".
ورأى رئيس الموساد السابق أنَّ "الأسئلة المركزية التي يتعين على "إسرائيل" أنْ تضعها أمام شركائها في العالم، والتي منها ستخلص إلى الإستراتيجية القومية، هذه الأسئلة تتعلق بصورة أساسية بعملية استخلاص عِبَرٍ عميقةٍ ينبغي علينا أن نجريها نحن في أوساطنا وأن ننفذها في داخلنا، علينا ان نتعلم من هذه الأحداث وأن نبلور سياسة جديدة".
وحول الاتفاق النووي، زعم إنَّه "معلوم من جميع القوى العظمى أن إيران ستستمر في السعي نحو تطوير قدرات إنتاج نووي متطورة. بواسطة تخصيب تحت سطح الأرض، وخاصة في المنشأتين المعروفتين فوردو ونطنز، وكذلك بواسطة تكنولوجيا ذات علاقة بدائرة الوقود والتخصيب وفي مقدمتها تطوير أجهزة طرد مركزي من طرازات متطورة للغاية. وإيران مستمرة بتطوير قدرات علمية من شأنها أن تخدمها في مشروع السلاح النووي".
وخلص كوهين إلى أنَّه يتعين على "إسرائيل" وقادتها بلورة إستراتيجية وتحديد أهداف واضحة لسياسة إسرائيلية جديدة، مردفًا أنَّه "يجب أنْ نطرح مطلبنا بشرق أوسط مستقر، يُقصي قدر الإمكان الحضور الإيراني على طول المنطقة، ولا يسمح لإيران بأن تصبح دولة عتبة نووية"، كما قال رئيس الموساد الذي أنهى ولايته قبل عدّة أشهرٍ.