العالم - كشكول
لم يعلم الرئيس الامريكي السابق الأحمق دونالد ترامب أنه بإعطائه الامر باغتيال الفريق قاسم سليماني ارتكب أسوأ قرارات حياته، لأن لدى سليماني أبناءا من المقاومة لن تنسى هذا الرجل ما حيت ولأن رمزا مثل سليماني حيا أو شهيدا يرعب أعداء الاحرار، لأنه قائد أجاد تربية أبنائه من المقاومة.
قبل أشهر رحل ترامب عن الرئاسة بأسوأ طريقة عرفها تاريخ امريكا رغم ضآلته (لا يبلغ المئة عام)، ودخل مزبلة التاريخ بعد ان حرض على العنف واقتحام الكونغرس، عدا عن عشرات التهم التي نسبت إليه من الحزب الديمقراطي اضافة الى الحزب الجمهوري، واليوم نشهد خروجا مذلا آخر لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي من الواضح انه وحد متطرفي الكيان الاسرائيلي على اختلاف توجهاتهم للاطاحة به كإحدى المعجزات السياسية في الكيان.
ترامب المتوحش لم يخرج بهذا الذل من الرئاسة ليكون من الرؤساء الامريكيين المعدودين الذين يحكمون لفترة واحدة، إلا لأنه أوغل دون حساب في ضرب المقاومة متجاهلا ان صرختها ستقتلعه من جذوره، فاليوم فصائل القاومة والداخل الفلسطيني متحدون ويعرفون طريقهم "القدس خط أحمر"، كذلك محور المقاومة على أهبة الاستعداد، نتنياهو أيضا أسقطه أشد المتطرفين الصهاينة لأنه ظن بأنه قادر على تجاوز محور المقاومة، لكن هذا المحور اسقط جميع المعادلات، وأضحى الصهاينة اليوم يتمسكون بحل الدولتين الذي لطالما تهربوا منه، لكن الوقت قد فات ولن تنفعهم عودتهم لأن احرار العالم وفلسطين لن يرضوا بعد اليوم إلا بتحرير كامل أرضهم وعودة يهود العالم من حيث أتوا.
رحيل ترامب كان ضرورة قصوى ليس للأمريكيين فحسب بل للأوروبيين أيضا، وأما رحيل نتنياهو فهو ضرورة قصوى للأمريكيين لتصحيح بعض من اقترفه هذان الصديقان الاحمقان في المنطقة الأكثر حساسية بالنسبة لأمريكا والغرب "حيث مصادر الطاقة"، ومهمة "اسرائيل" الاولى والتي زرعت في المنطقة لأجلها هو جعل هذه المنطقة وسوق طاقتها بيد امريكا والغرب وهو ما نجحت فيه الى اليوم، لكن هل ستستطيع إدارة بايدن او أي إدارة أمريكية قادمة من إرجاع مارد المقاومة الذي انتفض الى القمقم الذي خرج منه، بالتعويل على المطبعين العرب !، نقول: لايلدغ المسلم من جحر مرتين.