العالم – يقال أن
حركة الجهاد الإسلامي هددت بشكل واضح وصريح بأن قصف تل أبيب سيكون رد المقاومة على أي عملية اغتيال إسرائيلية تستهدف المقاومة الفلسطينية في أي مكان وزمان، كما أكدت أنها تراقب عن كثب مدى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة وسلوكها بالقدس، وهذا التهديد وبهذه اللهجة القوية إنما يعكس مدى قوة المقاومة وقدرتها، القوة والقدرة اللتان ظهرتا بشكل واضح في الحرب الأخيرة ولم يعدا يخفيا على أحد.
المعركة الأخيرة في فلسطين لم تعد فقط رسم قواعد اشتباك جديدة على المستوى العسكري بل كان لها اصداء على المستوى السياسي وخوصوا فيما يتعلق التعامل الدولي مع الكيان وهذا ما بدأ بعض المحللين الإسرائيلي الحديث عنه وهو ان كل الخطوات التي سيقوم بها الكيان من الآن وصاعد يجب ان تُدرَس في ضوء المصالح الأمريكية وليس العكس، وبذلك يتعين على إسرائيل عند اتخاذ القرارات أن تدرس مسبقاً النهج المتوقع للإدارة الأمريكية وهذا ربما يعيق حركة الحكومات الإسرائيلية بعض الشيء.
وفي هذا السياق نشر مركز سترافور الأميركي للدراسات الأمنية والاستخباراتية (الذي يوصف بالمقرب من المخابرات الأمريكية) مقالا بعنوان "أمريكا ستكون أكثر صرامة تجاه إسرائيل بعد معركة غزة"، وأشار المقال إلى انه في أعقاب التصعيد الأخير في غزة، من المرجح أن تركز الولايات المتحدة على إدارة التوترات الإسرائيلية الفلسطينية بدلا من الانخراط بعمق في عملية سلام جديدة. ولكن مع عدم حل النزاع، من المرجح أن يستمر ضعف الدعم من الحزبين في الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي ما يؤدي إلى توتر دبلوماسي جديد وشكوك في العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة والكيان.
اذا فلا شك أن المعركة الاسطورية التي خاضها ابطال المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي وعلى الرغم من ان مدتها لم تتجواز الـ12 يوم إلا ان اصداءها وتأثيرها سوف يدوم لفترات طويلة وخصوصا ان الكيان نفسه أدرك عجزه أمام قوة المقاومة وصواريخها.