العالم – كشكول
بات واضحا ان استمرار تعليق التنفيذ الطوعي للبروتوكول الإضافي من قبل إيران، بموجب قانون "المبادرة الاستراتيجية لرفع الحظر وصيانة مصالح الشعب الايراني"، يعني ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون لها اي اشراف على المنشآت النووية، وحتى المادة المصورة من قبل كاميرات المراقبة، ستحتفظ بها ايران، ولن تصل الى يد الوكالة الدولية، إلا في حال رفعت امريكا حظرها عن ايران والتزمت بما تعهدت به في الاتفاق النووي، وإلا فجميع تلك المادة المصورة ستُعدم بعد انتهاء الشهر الرابع.
على الدول المشاركة في مفاوضات فيينا، الاستفادة من هذه الفرصة التي وفرتها ايران، لرفع كافة العقوبات الامريكية عن ايران بشكل عملي يمكن التحقق منه، ومن اهم شروط تحقق مثل هذه النتيجة، إبتعاد واشنطن عن السياسة العبثية والعقيمة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وإلا فمثل هذه الفرصة التي وفرتها ايران لن تتكرر، كما انها لن تدوم الى الابد.
وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف كان واضحا في رده على نظيره الامريكي انتوني بلينكن، عندما اعتبر رفع العقوبات التي فرضها ترامب على ايران ، يعد التزاما قانونيا وأخلاقيا، وليس أداة للضغط، يمكن ان يمارسها بلينكن ضد ايران، فسياسة ترامب، "منتهية الصلاحية"، وعلى ادارة بايدن، ان تتخلى عنها.
الاخبار الواصلة من فيينا، تتحدث عن ان الطرف الأميركي وافق على رفع جزء كبير من العقوبات التي فرضها على ايران من جانب واحد، وتمسك ببعضها الاخر، ومنها المتعلقة بالملفات الإقليمية وملف حقوق الإنسان، الا ان ايران مازالت تؤكد على موقفها الثابت منذ البداية، وهو رفع العقوبات بشكل كامل ، ولا تصنيف لهذه العقوبات، وبشكل عملي يمكن التثبت منه وليس على الورق فقط.
يبدو ان الرسالة الايرانية وصلت الى جميع الاطراف المفاوضة في فيينا، وهي رسلة قرأها بصوت عال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي اعلن ان ايران مستعدة للوفاء بتعهداتها إذا التزمت واشنطن بالشق الاقتصادي للاتفاق، وأخذت بعين الاعتبار الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإيراني جراء الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق واكد، انه كلما تأخر التوصل إلى اتفاق كلما خرجت الامور عن السيطرة، لذلك فإن الاتفاق هو السبيل الوحيد للحيلولة دون ذلك.