العالم – كشكول
من اجل تلمس الموقف الحقيقي لزعماء "اسرائيل" ، ازاء ايران والبرنامج النووي الايراني والاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1، سنمر مرورا سريعا ، امام تصريحات بعضهم خلال الايام القليلة الماضة، لاسيما بعد الحديث عن عودة امريكا الى الاتفاق النووي، لتتكشف لنا الاهداف الحقيقية من وراء كل هذا الصراخ والعويل "الاسرائيلي".
مكتب رئيس الوزراء في الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، اصدر بيانا اكد فيه ، أن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران سيمهّد الطريق أمامها لامتلاك ترسانة نووية، وان "إسرائيل" تجري حوارا مستمرا بهذا الشأن مع الإدارة الأميركية.
وزير خارجية الكيان الإسرائيلي غابي أشكنازي، قال إن إيران تدمر ما تبقى من رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشكل تهديدا على المنطقة!!.
السفير "الإسرائيلي" السابق لدى الأمم المتحدة، رئيس الفرع الدولي لحزب الليكود داني دانون، قال إن الوضع ساء في السنوات الخمس الماضية وإن إيران اليوم ليست تلك التي كانت عليها عام 2016!!. وان الإيرانيين أصبحوا في وضع أكثر تقدما.
تصريحات هؤلاء الصهاينة تكشف وبشكل واضح، انهم لا يسعون الى التوصل الى حلول منطقية بين ايران ومجموعة 5+1 ، فهم اعتبروا الاتفاق النووي سيجعل ايران اقرب الى القنبلة النووية، وحرضوا ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي، ليمنعوا ايران من الحصول على القنبلة النووية، الا انهم وبعد انسحاب ترامب وبعد فرضه عقوبات غير مسبوقة على ايران على مدى السنوات الثلاث الماضية، يأتي شخص مثل دانون، ليقول ان إيران اليوم ليست تلك التي كانت عليها عام 2016!! ، وان الإيرانيين أصبحوا في وضع أكثر تقدما!!، بمعنى ان ما قم به ترمب لم يكن صحيحا!!.
ترى ما هو المطلوب من ايران في هذه الحالة اذا؟!!، فهي ان بقيت في الاتفاق ، ستكون خطرا على "اسرائيل" ، وان خرجت منه ستبقى خطرا على "اسرائيل"، وإن التزمت بتنفيذ البرتوكول الاضافي، ستكون خطرا على "اسرائيل"، وان اوقفت تنفيذ البرتوكول الاضافي، ستبقى خطرا على "اسرائيل"؟!!.
بات واضحا ان رؤية زعماء "اسرائيل" للحل ، هو ما طرحه مهرجهم، ببغاء نتنياهو، مايك بومبيو، عندما طرح الشروط ال12 ، من اجل عودة امريكا الى الاتفاق النووي، وهي شروط كانت تدعو وبشكل صريح الى استسلام ايران، وهو أمر لن يحدث ابدا، واكثر الناس معرفة بهذه الحقيقة، هو الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما والرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، فالاول اعلن وبشكل واضح انه لو كان بامكانه تفكيك آخر مسمار بالبرنامج النووي الايراني لفعل، فالتقنية النووية موجودة في عقول الايرانيين، ولا يمكن تجريدهم منها بالقوة. واليوم يحاول الثاني، الذي كان نائبا للاول عندما تم التوصل الى الاتفاق النووي، ان يتلمس طريقا يحفظ ماء وجه بلاده، التي مرغها ترامب بالوحل، بتحريض من نتنياهو البائس.