العالم - لبنان
وكان مشهد اليوم الأول من الخروج التدريجيّ من الإغلاق التام موضع الامتحان أمس، والنتيجة جاءت فشلاً ذريعاً تمثل بحجم الناس الذين غادروا الإقفال، وخرجوا بسيارتهم، وتخطّوا قواعد التباعد الاجتماعي في الأماكن التجارية، وغابت الكمامة عن وجوه أغلبهم، ما أعاد قرع جرس الإنذار لمخاطر خسارة كل العائدات الإيجابيّة لفترة الإقفال وقد بدأت تظهر نتائجه الإيجابية بتراجع عدد الإصابات منذ أسبوع الى النصف تقريباً مقارنة باليوم الأول للإقفال، وبدء تراجع عدد الوفيات تدريجياً منذ يومين، بعدما بلغت حافة المئة حالة، باعتبار الوفيات تعبر عن رقم الإصابات قبل شهر، فيما كان متوقعاً أن تسجل الوفيات انخفاضاً إلى مستويات أدنى خلال الأسبوعين المقبلين. وحذرت مصادر صحية من خطورة التفلت من الضوابط والإقفال داعية الجهات الأمنية الى المزيد من التشدد.
ودخلت البلاد أمس، مرحلة الفتح التدريجي، في ظل حركة سير لافتة وصلت إلى ازدحام في بعض المناطق لا سيما في بيروت مردها بحسب مصادر قوى الأمن الداخلي إلى فتح بعض القطاعات واستفادة المواطنين من ذلك للتبضّع والتموين، فيما منعت القوى الأمنية السوبرماركات والأفران من فتج ابوابها لدخول الزبائن اليها تحت طائلة المسؤولية. على أن تكون المرحلة الاولى محل رصد وتقييم تمهيداً للانطلاق الى المرحلة الثانية. فيما لوحظ انخفاض في عدد الإصابات فيما بقي عدد الوفيات مرتفعاً. وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 2063 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما رفع العدد التراكمي للإصابات منذ بدء انتشار الوباء في شباط الفائت إلى 321980.
كما وسجّل لبنان 61 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي للوفيات إلى 3677.
ورأى رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي اليوم الثلاثاء، أن من خلال مشاهدتنا لحالات كورونا في لبنان، فإن السلالة الإنكليزية منتشرة نسبياً في البلد وسريعة التفشي، ولكن لا نملك مختبرات تستطيع الكشف عما إذا كانت هذه السلالة منتشرة بسرعة كبيرة.
وفي حديثٍ إذاعي قال كان من النادر في السابق أن يلتقط الأطفال فيروس كورونا أما اليوم فيلتقطونه، وما جرى مع الطفلة التي توفيت أمس في مستشفى بيروت الحكومي خير دليل، والحماية تكون عبر البقاء في المنازل.
واضاف، انه في حال جرى تطبيق الإجراءات ستنخفض أعداد الإصابات، لكن ما ظهر بالأمس هو تراخٍ بتطبيق التدابير في أول أيّام فتح البلاد.
وشدد تم أخذ قرار فتح البلد بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردّية، والإصابات انخفضت إلى حدٍّ مُعيّن وبرأيي كان من الأفضل تمديد الإقفال لأسبوعٍ آخر من أجل السيطرة أكثر على الوباء، فالدولة أصبحت قريبة من تأمين المساعدات للشعب.
ورأى أنه في حال تمّ تطبيق الإجراءات ستنخفض الإصابات، لكنني متخوف من الانتشار السريع للسلالة البريطانية في حال التراخي في الاجراءات.
واعتبر عراجي أن اللقاح هو العلاج الناجح والفعّال ضد فيروس كورونا، وهو السبيل الوحيد للوصول إلى برّ الأمان لكل البشرية"، مشيرا إلى "منصّة إعلامية أطلقتها وزارة الإعلام تهدف إلى توعية الناس على أهمّية التلقيح للوصول إلى المناعة المجتمعية عبر تطعيم حوالي 85% من السكان.