العالم - مراسلون
كحال كل عوائل مخيم خراسان للاجئين الأفغان في مدينة بيشاور، يعود مقبول حسين إلى أولاده محمّلا بالحطب والقشّ ليجهزه سريعا لتدفئة اولاده الذين أنهكم البرد القارص، في ظل غياب وسائل التدفئة، لتكون تدفئتهم ممزوجة بالمرض والمعاناة.
وقال مقبول حسين:"توفي ابني العام الماضي بسبب وقوع السقف جرّاء غزارة الأمطار، وعندي الآن ثلاثة أولاد يعانون من الربو الحادّ بسبب ما نحرقه من حطب وقش وبلاستيك، ولكن ما باليد حيلة أخرى، فإما الموت من البرد، وأما الأمراض".
وعلى إمتداد أربعين عاما تحوّل المخيم من خيم قماشية إلى بيوت طينية أكثر هشاشة، تفتقر لأبسط شروط السكن، وخصوصا كونه يقع وسط مستنقعات مياه الصرف الصحي... لذا تجد أن الطفولة هي الأكثر إيلاما ضمن هذه الظروف التي تفتقد فيها حتّى للمياه السليمة...
وقال الطفل الأفغاني أحمد:"ولدت هنا واعتبر ان باكستان وطني، لذا اطالب الحكومة الباكستانية أن تنظر لحالنا برأفة وتعتبرنا كأبنائها، وأن تخلّصنا من العناء الذي نعيشه".
وقال الطفل الأفغاني الآخر الياس:"التسمم والتلوّث هو الوباء الذي اعتدنا عليه هنا، فكيف ما تلفتنا نرى كم أن واقعنا مآساوي وصعب".
وبحسب المشرفين على المخيم، فإن الخدمات الصحية والتعليمية شبه معدومة، حيث لا يتوفر أكثر من مدرسة واحدة ومستشفى واحد لأكثر من خمسمائة عائلة تسكن المخيّم، لذا كان لوباء كورونا خطورة حقيقية على اللاجئين...
وقال سيد مختيار المشرف العام على شؤون اللاجئين:"يعيش هنا قرابة الثلاثين ألف لاجئ، ولحد الآن لم نستطع ان نعلم عدد المصابيين بالكورونا فعليا ومن مات بسببه".
وتتضاعفُ آلامُ ومعاناة اللاجئين الأفغان مع كلِ يومٍ يمضونه خارج وطنهم، فسوء الأوضاع هنا يوقد الأحلام المدفونة للعودة للبلاد بأمن وسلام.