العالم - خاص العالم
تناغمٌ فني بينَ النفخِ والتدوير يحتاجُهُ الحاج حسن أقايي ليصنعَ هذه الاشكالَ الجميلة كحكايةٍ من التراث الايراني .. فالكثيرُ من المهارة والانتباه، والكثيرُ ايضاً من الرملِ والموادِ الكيمياوية اجتمعا معاً أمامَ ثقوبِ النار، فكانَ الزجاجُ هو الناتجَ الوحيد ...
وقال حسن آقايي أحد صناع الزجاج "منذُ خمسين عاماً، وانا أعملُ في صناعةِ الزجاج، وما يميزُ هذه الحرفةَ على الرغم من صعوبتِها إلا أنها تزودُ الحرفي بالطاقة الايجابية رغمَ حرارةِ الفُرْن".
ويستغرقُ وضعُ المادة الاولية داخلَ الفُرْن الذي تبلغُ درجةُ حرارتهِ اكثرَ من الفي درجةٍ مئوية نحوَ ثلاثَ عَشْرةَ ساعةً تقريباً وبعدَ خروجِها يقومُ الحرفي بنفخِها وتدويرِها لتأخذَ شكلَها المُراد وَفْقَ قالبٍ جاهز حتى تَبرُد.
وبين الحرفي مرتضى وفائي، "ما إنْ بَرُدَتْ الآنيةُ تُحفَظُ من جديدٍ في أحدِ الافران الحارة، حيثُ تكتسبُ الآنيةُ الزجاجية صلابتَها المعروفة من ثم يتمُ اخراجُها بعدَ اربعٍ وعشرين ساعةً لتكونَ شبهَ جاهزةٍ للتغليف والنقل".
وأضاف الحرفي جهانغير ايران شاهي، "من ايجابياتِ العمل أنّ التالفَ من الاواني والقِطَعِ الناتجة عن عملية التصنيع تُعادُ الى الفُرْنِ من جديدٍ أو يُعادُ بيعُها الى مصانعَ اخرى تقومُ بنفسِ العمل لك بجودةٍ اقل".
لسنواتٍ طويلة احتفظتْ ايران برونقِ صناعةِ الزجاجِ اليدوي رغمَ دخولِ التِقْنياتِ المتطورة وطلبِ سوقٍ كبيرة تَشمَلُ القارةَ الاوروبيةَ والاسيوية على الرغم من وجودِ ما هو اقلُ تكلفةً وأرخصُ ثمناً في الاسواق .