العالم - كشكول
الكتاب السعوديون وزملاؤهم البحرينيون المرتبطون بأسرة ال خليفة يربطون اختفاء الموقف البحريني ازاء القضايا العربية والاقليمية والدولية، وتحول هذا الموقف الى صدى للموقف السعودي، بصغر مساحة البحرين ولامكانياتها السياسية والاقتصادية الضعيفة ووضعها الجغرفي، وهو ما حتم على المنامة اقامة علاقات دولية مختلفة وأقل استقلالية من غيرها في المحيط!!.
هذا التبرير السخيف لا يستحق الرد، فالبحرين تمتلك كل المقومات التي تجعل منها دولة مستقلة وذات سيادة، الا ان وضعها الشاذ الحالي يعود الى سببين رئيسيين متداخلين، الاول مخطط سعودي طويل الامد و واضح الملاحم لابتلاع البحرين، والثاني انفصال اسرة ال خليفة انفصالا كاملا عن الغالبية العظمى من الشعب البحريني والذي جعل هذه الاسرة تستشعر خطر زوال حكمها غير الشرعي في البحرين في اي لحظة، الامر الذي دفعها للارتماء في الحضن السعودي حتى اختفت.
هناك بعض المؤشرات التي طالما توقف امامها المراقبون للعلاقة الشاذة التي تربط اسرة ال خليفة بالسعودية، والتي تكشف عن وجود نوايا سعودية لابتلاع البحرين، وهي مؤشرات لا يمكن ان نرى لها مثيلا في العالم بين دولتين ذات سيادة، ومنها:
-في عام 1963 تم اكتشاف حقل "أبو سعفة" النفطي على الحدود البحرية المشتركة بين السعودية والبحرين، حيث سيطرت الرياض على الحقل ومنحت جزءاً من أرباحه السنوية للبحرين، رغم أن أن الحقل يقع بجزئه الأكبر ضمن القسم البحريني من الحدود.
-في ثمانينيات القرن الماضي، رسمت السعودية حدودها مع البحرين وفق مصالحها، لتضع يدها على جزيرتي "البينة" البحرينيتين، لتمنع بعد ذلك مواطني البحرين من الوصول إليها.
-ارسلت السعودية قوات عسكرية وامنية ضخمة، في تسعينيات القرن الماضي، الى البحرين لقمع واخماد المظاهرات المطالبة بتفعيل دستور عام 1973، والمشاركة الشعبية في الحكم، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، والتي اعتبرتها السعودية مظاهرات طائفية من مكون واحد في البلاد فقط!!.
-في عام 2011 احتلت القوات السعودية البحرين وبشكل علني، عندما اندلعت ثورة الشعب البحريني ضد الظلم والتمييز والطائفية، فقتلت القوات السعودية التي غزت البحرين تحت يافطة "درع الجزيرة" ،المئات من واعتقلت الالاف من ابناء الشعب البحريني.
-من اجل ربط البحرين بالبر السعودي قامت السعودية في عام 1986 جسر الملك فهد بن عبد العزيز، الذي استخدمه الجيش السعودي في غزو البحرين عام 2011 ، وقررت السعودية ايضا انشاء جسر آخر يوازي جسر الملك فهد، باسم جس الملك حمد يحتوي مسارين للقطارات، وتكون بذلك ربطت البحرين كليا بالجغرافيا السعودية.
تصرفات ملك البحرين واسرة ال خليفة تؤكد على ان هذه الاسرة تعمل كعامل مساعد على عملية ابتلاع البحرين من قبل ال سعود، بعد ان فشلت في اقامة نظام طبيعي قائم على العدل والمساواة واحترام الكرامة الانسانية لجميع مكونات الشعب البحريني لاسيما غالبيته العظمى ، وتفضيلها اعتماد سياسة طائفية بغيضة قائمة على التمييز والظلم بدفع سعودي واضح، بهدف سد جميع الطرق امام البحرين للخروج من أزمتها السياسية.
الشيء الذي فات ال سعود هو ان زمن ابتلاع الدول الشعوب، كما ابتلعها جدهم ابن سعود، قد ولى، فهذه امريكا ورغم كل ما تملك من امكانيات هزمت امام شعوب قررت ان تعيش حرة، فلا السعودية باكبر من امريكا ولا الشعب البحريني اقل وزما وارادة في الدفاع عن وطنه وارضه من الشعوب الاخرى، كما فات ال خليفة، ان المتغطي ليس بالسعودية بل وحتى الامريكا عار ، ويكفي حمد ان يستذكر حكام العرب الذين لفظتهم شعوبهم دون ان تتمكن امريكا من حمايتهم.