انتخابات رئاسية حاسمة في بولندا

انتخابات رئاسية حاسمة في بولندا
الأحد ٢٨ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

ينتخب البولنديون اليوم رئيساً لهم، في اقتراع أُرجئ بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ويعد حاسماً لمستقبل الحكومة المحافظة القومية، لكن نتائجه غير محسومة.

العالم - اوروبا

وزار الرئيس البولندي المنتهية ولايته أندريه دودا المرشح لتولي ولاية ثانية، واشنطن هذا الأسبوع، حيث شجعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهنأه على «العمل الممتاز» الذي يقوم به.

ويعد ترامب دودا بفضل توجه حزبه حزب القانون والعدالة اليميني، حليفاً أوروبياً مهماً. وزيارة الرئيس البولندي للبيت الأبيض كانت الأولى لمسؤول أجنبي إلى الولايات المتحدة منذ بدء تفشي الفيروس.

وحظيت الزيارة في هذا التوقيت بانتقاد أوساط أمريكية سياسية وأكاديمية اعتبرت أنه من غير اللائق استقبال الرئيس الأمريكي لنظير له مرشح في انتخابات وشيكة، لأن من شأن ذلك التدخل في توجهات الناخبين والتدخل في الشأن الداخلي لدولة أخرى.

كذلك انتقد الشركاء الأوروبيون مراراً إصلاحات الحكومة البولندية الشعبوية، خصوصاً في النظام القضائي، مؤكدين أنها تنسف الديمقراطية بعد 3 عقود على سقوط الشيوعية.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، سيفوز دودا بسهولة في الدورة الأولى غداً، لكن فرصه في الدورة الثانية المقررة 12 يوليو بنسبة 50% على الأرجح، أمام خصمه الليبرالي رفال تزاركوفسكي رئيس بلدية وارسو.

ووعد دودا الشعب البولندي بالدفاع عن سلسلة من الامتيازات الاجتماعية التي أطلقها الحزب الحاكم منها مساعدات للأطفال وإعادة النظر في رواتب التقاعد، وهي حجة أساسية للشعبويين الذين نجحوا بفضل ذلك في الفوز بولاية ثانية في الانتخابات التشريعية في أكتوبر.

ودعم الرئيس هجمات حزب القانون والعدالة ضد حقوق المثليين والقيم الغربية، ويرى معارضوه فيها محاولة لصرف الانتباه عن شبهات الفساد بحق مسؤولين كبار في الحزب في إدارة أزمة كوفيد-19.

وأثارت هجمات الرئيس البولندي احتجاجات في بولندا والخارج.

ومن خلال حملته بعنوان «كفى»، تعهد رفال تزاركوفسكي، الخصم الرئيسي للرئيس المنتهية ولايته، بتصحيح العلاقات مع بروكسل.

ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في 2015، غير دودا وحزبه المشهد السياسي في بولندا من خلال تأجيج التوتر مع الاتحاد الأوروبي وممارسة ضغوط من خلال مؤسسات ووسائل إعلام حكومية.

وبالنسبة إلى بولندا، قد تتيح ولاية جديدة من 5 سنوات لدودا، للحزب الحاكم لإجراء مزيد من التغييرات المثيرة للجدل في حين أن هزيمته قد تهدد نفوذ الحزب.

وتلقي مشاكل الحياة اليومية بثقلها على الشعب البولندي، في حين ستواجه البلاد أول ركود منذ انهيار الشيوعية، جراء العواقب الاقتصادية لوباء كوفيد-19.

وتعد النتيجة محسومة في بلدة غودزيزوف الفقيرة نسبياً في شرق بولندا التي تضم 2200 نسمة. فقد دعم حوالى 90% من الناخبين فيها حزب القانون والعدالة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهي أفضل نتيجة على المستوى الوطني.

وقالت ماغدا سيوباك (33 عاماً) أستاذة اللغة الإنجليزية: «أعطي حزب القانون والعدالة للنفقات الاجتماعية 20 على 20». وأضافت «كوني محافظة، أعلق أهمية كبرى على أن يكون دودا كاثوليكياً فخوراً. أن يكون واحداً منا».

من جانبها، أكدت آنا كونيتشنا، صاحبة مؤسسة صغيرة في مدينة بوزنان الغنية، غرباً، أنها تدعم تزاركوفسكي. وتقول إنه «من المعيب أن تنفق الحكومة باستخفاف» الإيرادات الضريبية التي تدفعها الشركات الصغيرة لتمويل امتيازات اجتماعية.

كانت الانتخابات التي كانت مقررة أصلاً في مايو قد أُرجئت بسبب تفشي الوباء في البلاد التي تضم 38 مليون نسمة وسجلت 33 ألف إصابة وأكثر من 1400 وفاة حتى الآن.

وتفتح مكاتب الاقتراع من الساعة 7 صباحاً، ومن المقرر أن يتم على الفور نشر نتائج استطلاع يجري في مراكز الاقتراع.