العلم - يقال ان
تأييد أغلب اعضاء المحكمة الجنائية الدولية للبيان المشترك الذي صاغته كوستاريكا وسويسرا دفاعا عن المحكمة الدائمة الوحيدة لجرائم الحرب في العالم، يعتبر ردا دبلوماسيا قويا على التمرد والتنمر الامريكي على القانون الدولي، وهو رد ما كانت تتوقعه ادارة ترامب التي تمادت وبشكل هستيري في استخدام سلاح الضغوط الاقتصادية حتى على المنظمات الدولية.
البيان الذي ايده اعضاء المحكمة الجنائية الدولية، أكد على الدعم الثابت للمحكمة كمؤسسة قضائية مستقلة ونزيهة وجزء لا يتجزأ من النظام القضائي الدولي ومؤسسة مركزية في مكافحة الإفلات من العقاب، وهو ما اعتبر أول جهد لإظهار جبهة موحدة بين الأعضاء من جميع القارات امام صلف وعنجهية امريكا، التي وصف وزير خارجيتها المحكمة بانها "محكمة اعتباطية تهدد الشعب الامريكي!!".
ترامب وفي محاولة لسد الطريق امام تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بجرائم امريكا في افغانستان وجرائم الكيان الاسرائيلي في فلسطين، سارع قبل اسبوعين الى التوقيع على أمر تنفيذي يجيز تجميد الأصول وفرض قيود على سفر موظفي المحكمة الجنائية الدولية المشاركين في التحقيق في هذه الجرائم.
مدير برنامج العدالة الدولية في منظمة هيومن رايتس ووتش ريتشارد ديكر اكد إن البيان المشترك للمحكمة الجنائية الدولية يبعث برسالة حاسمة مفادها أن الدول الأعضاء في المحكمة تدعم المحكمة ولن تتراجع عن التزامها بتحقيق العدالة، وان الدول الأعضاء في المحكمة على مستوى العالم ، بما في ذلك الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، تتحدث بصوت مرتفع.
الصفعة التي تلقاها ترامب من المحكمة الجنائية الدولية، لن تكون الاخيرة وقد تتوالى الصفعات بعد ذلك لا سيما بعد قطعه التمويل عن منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي تحارب فيه وباء كورونا، بهدف تحميلها اخفاقات ادارته في مكافحة الوباء، وكذلك بعد قطعه تمويل الانروا بهدف تجويع الفلسطينيين، وفرض حصارات ظالمة على شعوب العالم، لمجرد انها رفضت ان تدخل الى بيت الطاعة الامريكي.