العالم- كشكول
ما قاله بولتون في كتابه اكده ترامب خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، فبعد ان اعلن ترامب انه يدرس عقد لقاء مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لانه ، اي ترامب" لا يعترض مطلقا على الاجتماعات، وهو موقف اعتبره مسؤولون أمريكيون خلال أحاديث خاصة بانه يعكس إحباط متزايد يشعر به ترامب بسبب اخفاق إدارته في الإطاحة بالرئيس مادورو، حتى انه ألمح إلى إمكانية مراجعة موقفه تجاه زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، وعدم الاعتراف به كزعيم لفنزويلا والتخلي عنه نهائيا، كما كشفت وكالة رويترز للانباء، الا ان ترامب وبعد ساعات قليلة فقط تراجع عن كل ما قاله وغرد على تويتر:"لن ألتقي مع مادورو إلا لمناقشة أمر واحد: الخروج السلمي من السلطة"!.
اللافت ان تقلب ترامب بهذا الشكل السريع لم يكن بسبب افكار جديدة تفتقت عنها عبقرية ترامب او على ضوء معطيات جيدة حصلت، بل هو تقلب من اجل التقلب فقط وكأن لسان حال ترامب يقول :"انا متقلب اذا انا موجود"، فالرجل الذي يقود "اكبر بلد" في العالم، يعتقد ان فنلندا جزء من روسيا، وتفاجأ عندما علم ان بريطانيا دولة نووية، وهي امور كادت ان تصيب بولتون بجلطة، كما اعترف الاخير في كتابه.
عندما ينعت شخص مثل بولتون جمهوري للعظم، ترامب بأنه رئيس مهووس بتفاصيل تافهة بدلا من التركيز على استراتيجية طويلة المدى، ويخلط بين مصالحه السياسية الخاصة والمصلحة الوطنية الأمريكية، وسلوكه غير مقبول على الإطلاق و يقوض حتى شرعية الرئاسة، ويسخر منه حتى المتملقون له بالظاهر مثل بومبيو، ترى كيف يمكن لدول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا وايران التي يناصب ترامب لها العداء، بل كيف يمكن لدول تعتبر نفسها حليفة لامريكا مثل المانيا واليابان وكوريا الجنوبية، ان تثق بترامب وبسياساته ومفاوضاته واجتماعاته ومواثيقه ومعاهداته، والرجل لا يستطيع ان يثبت على قول قاله قبل ساعة من الان؟