ضم الضفة بين 'عرب الإعتدال' ونوادي القمار

ضم الضفة بين 'عرب الإعتدال' ونوادي القمار
الإثنين ١٥ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

ما كشفت عنه صحيفة "اسرائيل اليوم" لصاحبها بارون نوادي القمار في مدينة لاس فيغاس شيلدون أديلسون والمقربة من رئيس وزراء الكيان الاسرئيلي بنيامين نتنياهو، حول الرسائل التي نقلتها  دول عربية وصفتها بـ"المعتدلة" الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي اكدت أن "فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية أمر واقع"، يلخص ما آل اليه حال "عرب الاعتدال" وسقوطهم المدوي في مستنقع الخيانة الآسن.

العالم - يقال ان

في غفلة من الشارع العربي الذي سحقت، بعض الحكومات العربية المعروفة امريكيا بـ"عرب الاعتدال"، إنسانه بكل ما تملك من وسائل القمع والتغييب، يتكالب الامريكيون والصهاينة واصحاب اموال السحت في امريكا والغرب و"ابطال عرب الاعتدال" امثال ابن سلمان وابن زايد وضرابهما، على الشعب الفلسطيني لتمزيق ما تبقى من ارضه، عبر ضم ثلث اراضي الضفة الغربية الى "السيدة الاسرائيلية" المزعومة، وفقا لما جاء في "صفقة القرن" لصاحبها ترامب.

اللافت ان ترامب الذي يتحكم بمصائر "رؤساء" و "ملوك" و "امراء" "عرب الاعتدال"، هو مملوك بدوره لـ"رجل الاعمال" اليهودي- الأمريكي شيلدون أديلسون صاحب الكازينوهات ونوادي القمار في مدينة لاس فيغاس، والذي يعتبر من أكبر المانحين للحملة الانتخابية لترامب والحزب الجمهوري.

المعروف عن اديلسون، الذي يعتبر ضمن أغنى أغنياء العالم، حيث احتل المرتبة الثامنة بثروة تقدر بـ40 مليار دولار، انه من اقوى مؤيدي التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وكثيرا ما يردد أنه لا توجد فلسطين، وقام مع زوجته بتأسيس جمعية تدعى "أديلسون فاونديشن" تركز بشكل كبير على دعم قضايا الاحتلال الإسرائيلي واليهود بشكل عام، وهي تُعتبر أكبر مؤسسة خارجية داعمة للكيان الاسرائيلي.

موقع "موندويس" الأمريكي ذكر في تقرير تحت عنوان "من المؤكد أن ترامب وأديلسون أبرما صفقة بشأن الضم"، ان أديلسون وزوجته ميرام سيتبرعان بما يزيد عن 200 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية بعد ان منح الاخير الضوء الاخضر لكيان الاحتلال الإسرائيلي في التحرك لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

واضاف التقرير أن أديلسون يتحدث بكثرة هذه الأيام مع ترامب، لأن هذه هي الفرصة الأخيرة لأديلسون للحصول على الضم بسبب المخاوف من خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الثاني / نوفمبر.

عندما نصف ترامب بانه "مملوك" لاديلسون لم ننطلق بوصفنا هذه من بغضنا للرجل ، بل هذه حقيقة واقعة اكدها حتى موقع "موندويس" الأمريكي نفسه في تقريره، عندما وصف ترامب بأنه "دمية صغيرة مثالية" بيد رجل الحانات ونوادي القمار اديلسون، الذي حصل، كما ذكر الموقع على كل ما يريد من ترامب مقابل تبرعاته السخية، ، إذ انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع ايران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وقام بقطع المساعدات عن الفلسطينيين وأعلن اعتراف الولايات المتحدة بضم الجولان المحتل، وأعلن، ايضاً، أن التوسع الاستيطاني هو عمل مشروع.

في المقابل "زعماء" و "ملوك" و"امراء" "عرب الاعتدال" يبصمون بالعشرة لمملوك اديلسون على صفقة القرن وحذف فلسطين من الخارطة وسلب الفلسطينيين حقهم في الحياة، وفي مقابل هذا العار ، تفضل نتنياهو "سيد" ابن سلمان وابن زايد وباقي المنبطحين من "زعماء العرب" عليهم، بانه لن يضم الضفة الغربية والاغوار مرة واحدة في شهر تموز / يوليو ، بل سيتدرج بعملية الضم حتى شهر سبتمر / ايلول!!، من اجل "سواد عيونهم"، وفي مقابل هذا "التفضل"، هرعوا الى عباس محمود ليخبروه ان الضم واقع وليس امامه الا الرضوخ.

صحيح ان الانسان العربي مغيب نسبيا، لا سيما في بعض إمارات ومشايخ الخليج الفارسي، ازاء ما يحاك ضد مستقبله وضد قضيته الرئيسية فلسطين ، بسبب القصف الاعلامي المكثف الذي تعرض له خلال اكثر من اربعة عقود، الا ان القضية الفلسطينية تبقى اكبر من التغييب واكبر من "عرب الخيانة"، الذين تم تسويقهم امريكيا تحت ماركة "عرب الاعتدال"، وان ضم الضفة حلم سيحوله الفلسطينيون الى كابوس لترامب ونتنياهو واديلسون واذنابهم من "عرب الخيانة" ، مادام في فلسطين نساء يلدن ورجال يعشقون الشهادة.