40 عاماً من التعذيب

الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

يتناول برنامج " حديث البحرين " اربعون سنة من التعذيب الممنهج والنظام يتغول اكثر فاكثر في سياسة تحصد المزيد من المواطنين حيث تبقى معالم التعذيب على اجسادهم شاهدا وشهيدا على ما يجري في اقبية السلطة البحرينية ، فمضى عقود اربعة كانت اول عملية توثيق لما فعلته اجهزة النظام على جسد الشهيد جميل العلي الذي تحول الى ما يشبه الخريطة رسمت كل اساليب التعذيب ووسائله، ولان صيت التعذيب ذاع كان من بينه دوافع لجنة بسيوني، تاكيد ممارسة التعذيب الممنهج كسياسة ثابتة ضد النظام فلايستطيع احد انكار وجود تلك السياسة والتي كان لشجاعة ذوي الضحايا واصدقائهم دور في توثيقها .


ويسلط برنامج " حديث البحرين " الضوء حول ما حدث في التاسع من أيار- مايو وهو اليوم الذي شهد اول تأكيد واضح لممارسة التعذيب من قبل أجهزة الأمن البحريني ، ففي ذلك اليوم من العام 1980 التقطت صور ملوّنة لجسد الشاب "جميل علي محسن العلي" البالغ من العمر 23 عاما تظهر علامات واضحة لتلك الممارسة. وكان هذا الشاب قد اعتقل في 26 نيسان – ابريل السابق ضمن اولى حملات الاعتقال الجماعية في البحرين، في إثر مسيرات واسعة شهدتها البلاد آنذاك.

ويناقش البرنامج القصة التي حدثت مع الشهيد جميل بن علي بعد اعتقاله مع مجموعة من الشباب، حيث لم يعرف عن مصيره شيء فلم توجه له أية تهمة ولم يسمح لأهله بزيارته. وبرغم سعيها لمعرفة مصيره إلا أنها واجهت جدارا من الصمت. وفي ذلك اليوم تسرّب خبر من جهات طبية أن جسد الشاب موجود بثلاجة الموتى بمجمع السلمانية الطبي وسط العاصمة. في ذروة الغضب هرع عشرات الشباب الى المستشفى وأخذوا الجثة، والتقطوا صورا كثيرة اصبحت اول تأكيد مادي على تلك الممارسة. وكانت آثار التعذيب واضحة على الجثة، مكاوٍ ومخاريز كهربائية، صعق كهربائي، حرق بأعقاب السجائر وآثار ضرب واضحة. وعلى مدى العقود الاربعة اللاحقة واصل النشطاء توثيق ممارسة التعذيب التي لم تتوقف حتى الآن.

كما يتناول البرنامج موضوع الاشارة الى الصحفي زكريا العشيري ، ناشط الإنترنت و مؤسس ومدير منتدى الدير، الذي توفي أيضا في 9 أبريل 2011 في ظروف غامضة أثناء وجوده في السجن ، ودعت المنظمات الحقوقية في بيان لها السلطات البحرينية إلى التحقيق في وقائع وفاة الصحفيين كريم فخراوي وزكريا ألعشيري اللذين توفيا في ظروف غامضة أثناء والإفراج الفوري غير المشروط عن الناشطين، وكذلك عن جميع المعتقلين بسبب التظاهر السلمي.

كما يتم مناقشة سبب بقاء التعذيب قائما في جزيرة البحرين حيث أوضح النائب البحريني السابق د. جلال فيروز ونائب امين جمعية العمل الاسلامي في البحرين من لندن "ان البحرين لم تتعرض فقط 40 عاما من التعذيب، بل كان 100 عام من التعذيب في الحقيقة ويوجد قتلى تحت التعذيب منذ العشرينييات ، وهنالك جرائم تم توثيقها وصورا منتشرة منذ خمسينييات القرن والانتفاضة في الستينييات بالاضافة للصور المنتشرة لاثار التعذيب في السبعينيات اي قبل 40 عاما وحتى كانت هنالك منظمة العفو الدولية موجودة في الستينينيات .
واشار جلال فيروز الى انه :"لا زال المعذبين للشهيد جميل وغيره من الشهداء قائمين حتلى الوقت الحالي وتم منحهم رتبا مرموقة ، ولازال النظام على ذات المنهج من التعذيب الممنهج ".

كما ناقش البرنامج فيما اذا كانت آثار تعذيب الشهداء البحارنة حافزا للنشطاء إعادة النظر في مسار عملهم الحقوقي حيث اكد جلال فيروز ان الوثائق الدامغة في وجه هذا النظام البحريني ستظل وثائق دولية دامغة وهي اللجنة التي انشأها الملك نفسه برئاسة السيد بسيوني عام 2011 وخرجت اللجنة بتقرير، حيث ورد في الفقرة 1694 من التقرير تعرض الكثير من الموقوفين للتعذيب والاشكال الاخرى من الانتهاكات و.. وبصفة عامة فإن تلك الأفعال تندرج ضمن التعريف المُقرر للتعذيب المنصوص عليه في معاهدة مناهضة التعذيب، والتي وقعت عليها البحرين، كما أنها تشكل انتهاكًا لقانون العقوبات البحريني.
وكان قد أنشأ حاكم البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وقوامها خمسة من القانونيين الدوليين، ويرأسها القاضي شريف بسيوني. تم تكليف اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بالتحقيق في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان على صلة بقمع الحكومة للمظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في فبراير/شباط 2011. وفي 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، أصدرت اللجنة تقريراً من خمسمائة صفحة تقريباً، يستعرض تفصيلاً ما توصلت إليه من نتائج، وقد أصدرت النسخة المنقحة للتقرير في 10 ديسمبر/كانون الأول 2011.
وتوصلت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق إلى أن محاكم البحرين، وبينها المحاكم العسكرية، أدانت فيها مئات الأفراد بناء على اتهامات مسيسة، متصلة بممارستهم للحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.

ويتم مناقشة موضوع الحلقة مع ضيف البرنامج :
النائب البحريني السابق د. جلال فيروز ونائب امين جمعية العمل الاسلامي في البحرين من لندن
الشيخ عبد الله الصالح من مدينة قم المقدسة

التفاصيل في الفيديو المرفق..

تصنيف :