العالم - العراق
بعد هدوء امتد لشهور عادت الصورة العنفية الى الشارع العراقي لتشغل حيزا واسعا من الجدل اثاره هؤلاء المحتجون الغاضبون المطالبون بحل الحكومة الجديدة ومكافحة الفساد وعدم قبولهم ببعض الوجوه القديمة الجديدة بالحكومة..
وبشكل يثير التساؤل ،حتى وان الحكومة الجديدة برئاسة الكاظمي لن تلتقط انفاسها بعد،نزل عشرات الشبان هنا الى جسر الجمهورية وسط العاصمة بغداد ورددوا شعارات ضد الحكومة ،تخللها اعمال حرق للاطارات،رغم الحظر المستمر على التنقل وحصره بسبب انتشار وباء كورونا في العراق.
كما نزل العشرات في مدينة الناصرية جنوب العراق الى الشوارع في تظاهرات احتجاجية مطلبية طالبت هي الاخرى باستقالة الحكومة ومحاكمة الفاسدين ومكافحة الفساد ،تخللها اعمال حرق للاطارات وتخريب..وكانت عدد من مدن الجنوب شهدت ليلا ايضا تظاهرات غاضبة تطالب بالاصلاح المعيشي والاداري.
ورغم ان الحكومة تعهدت السبت بالافراج عن المتظاهرين الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي خرجت في تشرين اول /اوكتوبر الماضي،واعدة بتحقيق العدالة، الا ان الشارع العراقي عاد ليتسم بالعنف مرة اخرى في صورة ربما تنذر بما هو اسوأ.
رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي كان وعد في كلمته التي وجهها لشعب بتقصي الحقائق بكل الاحداث وتعويض عوائل الضحايا ورعاية المصابين كما اكد ان الحكومة التي يرأسها هي حكومة انتقالية بانتظار اقرار قانون جديد للانتخابات مشددا كذلك على ان رواتب المتقاعدين ستدفع قريبا وكلها وعود اطلقتها الحكومة لكن يبدو ان الشارع له رأي اخر ،والطرفان الان في حال سباق محموم بالمواجهة.
هذا وطالبت تنسيقيات المتظاهرين على وسائل التواصل الاجتماعي بالخروج والتجمع في ميادين التظاهر، سواء في ساحة التحرير وسط بغداد أو في المدن الأخرى في ساعات النهار، حيث تسمح السلطات للمواطنين بالحركة والتجول نهارا فقط، ضمن إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا.فهل تنجح الحكومة بامتصاص غضب الشارع ام تعود الاوضاع مجددا الى نقطة صفر من الفوضى والمواجهات؟