حبَستُ بجَفنَيَ المدامِعَ لا تجري
فَلَمّا طَغى الماءُ استطالَ على السكر
نسيمُ صبا بغدادَ بعد خرابها
تمَنَّيتُ لو كانت تَمُرُّ على قبري
ورأيناهُ يرفع راية الإنسانية في الملمّاتِ، مقرّباً أبناءَ بني آدمَ حتى إذا ما فرّقتهم الحروب والمكاره، قرّبتهم قصيدةٌ من رياضِ الشعرِ والأدب، فلنستحضر شعره في هذه الأيام التي خيّم وباء الكورونا فوق سماء الحياة البشرية، ودعا الإنسان مُكرَهاً إلى التباعد والابتعاد عن أخيه الإنسان بالحضور المادي، فهل يترتب على ذلك تباعدٌ إنسانيٌّ نحن غافلون عنه في أيامنا هذه؟ يقول سعدي:
الناسُ كالأعضاءِ في التسانُد
لخلقِهم كنهٌ من طينٍ واحد
إذا اشتكى عضوٌ تداعى للسهر
بقية الأعضاءِ حتى يستقرّ
إن لم تغمّ لمصاب الناسِ
فلستَ إنساناً بذا القياسِ
كان سعدي الشيرازي متأثراً بالأخيلة العربية فجاءت صوره الشعرية تمازجاً ما بين الثقافتين، العربية منها تحملُ بدورها تأثراً عميقاً بالقرآن الكريم..
السعادةَ لروحِ سعدي.. وطوبى لذكراه..
المستشار الثقافي الإيراني في لبنان د. عباس خامه يار