العالم - يقال ان
رغم انه لم يعد خافيا على شعوب العالم وخاصة الشعوب العربية والاسلامية وشعوب العالم الثالث، نفاق وجشع وكذب الحكومات الغربية التي ترفع زورا شعارات حقوق الانسان والكرامة الانسانية والعدالة الانسانية وحرية الشعوب والتحرر والديمقراطية، فالتجارب المرة لهذه الشعوب مع الغرب خاصة بعد الحرب العالمية الثانية تؤكد هذه الحقيقة ،حيث لم يقف هذا الغرب ولا مرة واحدة مع قضايا الشعوب، بل على العكس تماما وقف وبكل صلافة وخسة مع الانظمة الدكتاتورية التي فرضها على رقاب تلك الشعوب لتحكم ومازالت بالحديد والنار، وخاصة الانظمة الاسرية والقبلية التي تحكم في منطقة الخليج الفارسي وعلى راسها النظام السعودي والنظام الاماراتي والنظام البحريني.
اليوم هذا الغرب الجشع والمنافق يرى بأم عينيه ماذا تفعل السعودية والامارات من فظائع بحق الشعب اليمني العربي المسلم ومنذ اكثر من خمس سنوات، حيث يموت طفل يمني كل عشر دقائق، ويهدد الموت اكثر من 20 مليون انسان بسبب الجوع والاوبئة والامراض، ودمرت السعودية بالاسلحة الغربية التي اشترتها من امريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وكندا بمئات المليارات من الدولارات، كل البنية التحتية في اليمن، وجعلت هذا الشعب وبشهادة الامم المتحدة يواجه اكبر مأساة انسانية في التاريخ، في المقابل وبدلا من ان يكف الغرب المنافق والجشع عن مد النظامين السعودي والاماراتي بالاسلحة بعد كل ما اقترفاه من فظائع بحق الانسانية في اليمن، نراه وبعد اكثر من خمس سنوات يرسل بواسطة فرنسا قوات خاصة ورادارات الى السعودية من اجل "طمأنتها" !!.
من الواضح ان ماكرون يريد حلب السعودية والامارات كما حلبهما ترامب من قبل، فهو يعرف كما يعرف ترامب، ان ارسال بعض الجنود ورادار لن يعيدا الطمأنية للسعودية، الا انه ارسلها للحصول على اموال السعودية كما حصل عليها ترامب عندما حلب منها مليار دولار في مقابل ارسال بضعة الاف جندي امريكي الى السعودية كما اعترف بذلك ترامب نفسه.
اذا هي منافسة في الجشع والنفاق بين ماكرون وترامب وباقي قادة الغرب "المتحضر"، ولا توجد في هذه المنافسه اثر لقيم او مبادىء او اخلاق انسانية، لانهم ببساطة دون ضمير، ولا نتجنى عليهم اذا قلنا انهم عديمو الضمير، فنظرة خاطفة الى جثث اطفال اليمن المتفحمة والمتناثرة جراء الصواريخ الغربية، او الى الهياكل العظمية لاطفال اليمن التي لم يعد يكسوها الا الجلد، كافية ان تهز ضمير عتاة المجرمين، الا انها لم تهز شعرة واحدة من جسد ترامب ولا ماكرون.