لماذا يغيب سعد الحريري عن تصريف اعمال الحكومة اللبنانية المستقيلة؟

لماذا يغيب سعد الحريري عن تصريف اعمال الحكومة اللبنانية المستقيلة؟
الجمعة ١٠ يناير ٢٠٢٠ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري يتلكأ في تصريف اعمال الحكومة والرئيس المكلف يتعثر باعلان تشكيلت الوزارية الجديدة.

العالم لبنان

ثمة سؤال يطرح حول غياب سعد الحريري عن تصريف اعمال الحكومة المستقيلة سيما وان ملفات حيوية ذات علاقة بالمواطنيبن تحتاج الى متابعة ومعالجة.

بالاضافة الى تطورات المتطقة التي تلقي بظلها على المشهد اللبناني ما دفع برئيس مجلس النواب للسؤال ايضا عن اسباب تلكؤ الحريري داعيا اياه للقيام بواجب يفرضه عليه الدستور اللبناني ويرى المتابعون ان ملف تشكيل الحكومة المقبلة دخل منعطفاً خطراً بعد التطورات الإقليمية على مستوى العلاقات الأميركية-الإيرانية، لا سيما بعد إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الشيهيد الفريق قاسم سليماني ، ثم ردّ طهران بإستهداف قاعدة عين الأسد في العراق ، وهو ما ترجم "فرملة" في المشاورات التي يتولاّها رئيس الحكومة المكلّف حسان دياب ، بالإضافة إلى عودة البحث في إمكانيّة أن تواجه حكومة المستقلّين أيّ تحول جديد على مستوى المنطقة الملتهبة.

على هذا الصعيد، عاد البحث في إمكانيّة الذهاب إلى حكومة تكنو-سياسية، التي كان يصرّ عليها " حزب الله " و" حركة أمل " قبل تسمية دياب، أو إلى حكومة وحدة وطنية سيّاسية على قاعدة "لمّ الشمل" التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في لقاء الأربعاء النيّابي الأخير، الأمر الذي تطرح حوله الكثير من علامات الإستفهام حول إمكانيّة أن تبصر الحكومة المقبلة النور في وقت قريب.

وضمن هذا السياق، ترى المصادر انه بدأ الحديث في بعض الأوساط السّياسية عن إحتمال إعتذار رئيس الحكومة المكلّف عن المهمّة، نظراً إلى التعقيدات التي طرأت على المشهد السياسي في البلاد، بعد أن كان الإتفاق على أن يتولّى تشكيل حكومة اختصاصيين بدعم من قوى الأكثريّة النّيابية التي سمّته، خصوصاً " التيار الوطني الحر " وقوى الثامن من آذار، في وقت تتفاقم الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والمالية على نحو غير مسبوق، وبالتالي بات من الضروري وجود حكومة قادرة على مواجهة هذه الملفّات، للعمل على الحد من تداعياتها على الأقل في حال العجز عن القيام بإجراءات جذريّة تقود إلى بدء مرحلة المعالجة الفعلية.

من حيث المبدأ، لا يمكن في ظلّ الواقع الراهن توقّع ولادة حكومة في وقت سريع، بغضّ النظر عن شكلها، الأمر الذي يدفع إلى طرح إعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال الحاليّة، التي لم تجتمع منذ إستقالتها للقيام بأيّ إجراء عملي يحول دون تفاقم الأوضاع، وهو ما كان يطالب به رئيس المجلس النيابي منذ ما قبل إجراء الإستشارات النّيابية الملزمة، إلا أنّ ذلك يتطلّب موافقة رئيسها سعد الحريري ، الذي رفض سابقاً إعادة تفعيلها لعدّة إعتبارات، منها الإستفادة من الأوضاع الضاغطة للعودة إلى رئاسة الحكومة المقبلة.

وبناء على ما تقدّم، تقول المصادر المتابعة ان من حقّ المواطنين السؤال عن أسباب غياب الحريري عن المشهد السياسي، لا سيما أنّ الرجل، الذي يشعر بالغدر والخيانة من الحلفاء قبل الخصوم، إختار مغادرة البلاد منذ ما قبل بداية العام الحالي، حيث أعلن عن سفره إلى باريس لقضاء إجازة عائلية، فهل قرر عدم العودة إلى لبنان في المرحلة الراهنة، تاركاً الساحة لقوى الأكثرية النيابية، التي تتخبط في خلافات بين أركانها ومع رئيس الحكومة المكلّف، ليثبت من جديد أن لا بديل عنه في رئاسة الحكومة.وتتابع المصادر انه بات من الضروري، في ظلّ مرحلة الجمود الراهنة، أن يتولّى رئيس حكومة تصريف الأعمال مسؤوليّاته، بدل ترك الأمور أمام تحدّي الإستنزاف والمزيد من الإنهيارات التي تلوح في الأفق.


حسين عزالدين/ العالم