العالم - كشكول
رغم ان هناك العديد من الانصار للراي الاول، وخاصة ان اردوغان لا يخفي اعجابه اللافت بالدول العثمانية وبسلاطينها، ومحاولته العلنية لاعادة مجد هذه الدولة، عبر الدخول العسكري في العراق وسوريا، واقامة القواعد العسكرية في الصومال وقطر، الا ان الراي الثاني يؤكد ان هذه الاندفاعه الاردوغانية نحو التوسع خارج الحدود الفعلية لتركيا تحت ذريعة الدفاع عن مصالح تركيا القومية، وجدت فيها واشنطن ضالتها، لدفع تركيا للتورط في مستنقعات سوريا والعراق وليبيا، من خلال اتخاذ مواقف لا ابالية، خاصة من الازمة الليبية، والتي رأى اردوغان فيها الضوء الاخضر الذي ينتظره.
اللافت ان اردوغان الذي اعلن جهارا نهارا انه سيرسل قوات ومعدات عسكرية الى ليبيا للدفاع عن حكومة فايز السراج في طرابلس ضد قوات حفتر المدعومة من مصر والامارات وروسيا، برر موقفه هذا بدعمه "الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة" بينما خصومه "يدعمون أمير حرب غير شرعي ورهينة لدول أجنبية".
بدورنا نملك الحق في ان نسجل اعتراضا على ما صرح به اردوغان، حول الاسباب التي دعته للتدخل في ليبيا، فهي مبررات لن تكون في صالحه في سوريا، فهو هناك يناصب الحكومة السورية الشرعية المعترف بها من قبل الامم المتحدة والمجتمع الدولي، ويفتح بالمقابل حدوده للجماعات التكفيرية والارهابية ويسلحها ويدعمها لمقاتلة الجيش السوري الشرعي.
كما اتهم اردوغان روسيا بدعم شركات امنية روسية في ليبيا، واتهم ايضا مصر والامارات بالتدخل في الشان الليبي، ولكن من حقنا في المقابل ان نسأل ماذا يفعل الجيش التركي في بعشيقة في شمال العراق، رغم رفض الحكومة العراقية هذا التواجد؟، وماذا يفعل الجيش التركي في شمال سوريا؟ اليس من حق شعبي هذين البلدين ان يتهما تركيا بالسعى للهيمنة على مقدارتهما؟ وفي الاخير اليس حلفاء حفتر وحلفاء السراج يبحثون عن نفس الشيء في ليبيا.