العالم - يقال ان
نقول ان الملفت انه بعد كل الكوارث التي حلت بشعوب العالم جراء هذه السياسة، وبعد انكشاف كذب وزيف الاتهامات والمزاعم الامريكية التي كانت وراءها، لا توجد جهة يمكن ان تحمل امريكا مسؤولية ما حصل او حتى تلومها، كي لا تتمادى مستقبلا، الامر الذي جعل امريكا تعاود هذه السياسة الكارثية دون خوف من عقاب او مساءلة.
كلنا يتذكر الحرب النفسية المسعورة التي شنتها امريكا على ايران عبر اتهامها بالوقوف وراء الهجوم الذي شنته القوات اليمنية على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو في السعودية في يوم 14 أيلول / سبتمبر الماضي، حيث خرج وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو بعد ساعات ليتهم ايران بانها هي من قامت بتنفيذ الهجوم، واتبعته السعودية وبعض القوى الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا ولكن بعد تردد.
ايران كانت تعرف الاسباب الحقيقة التي دفعت امريكا والسعودية والغرب وراء اتهام ايران، ومن بين هذه الاسباب العداء القديم لهذه الجهات ضد ايران، ومحاولة التغطية على الفشل الذريع لانظمة الدفاع الجوي الامريكي والغربي الذي انفقت عليه السعودية مئات المليارات من الدولارات، وكذلك التغطية ايضا على هزيمة هذا التحالف الطويل العريض امام الشعب اليمني الاعزل.
حينها رفضت ايران مزاعم امريكا والسعودية، ونصح المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي الحكومة السعودية، بدلا عن توجيه الاتهامات الفارغة والتي لا اساس لها للآخرين، للعمل سريعا على انهاء الحرب المدمرة في اليمن والتي لم تسفر سوى عن قتل الابرياء ودمار هذا البلد.
بعد اربعة ايام من الهجوم اي في 18 ايلول / سبتمبر اعلن الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ان خبراء أمميين أرسلوا إلى السعودية لإجراء تحقيق دولي حول الهجمات.
هذا وكانت الخارجية السعودية قد أكدت في بيان لها أنها ستقوم بدعوة خبراء دوليين ومن الأمم المتحدة للوقوف على الحقائق والمشاركة في التحقيقات، لتتضح الصورة، رغم ان السعودية كانت قد استبقت التحقيقات عندما اتهمت ايران بدون دليل.
في 10 كانون الاول / ديسمبر الجاري وبعد اكثر من شهرين من التحقيقات اعلن الامين العام للأمم المتحدة امام مجلس الأمن ان منظمته لا يمكنها ان تؤكد ان الصواريخ والطائرات المسيرة المستخدمة في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية كانت من أصل إيراني.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة فحصت بقايا الأسلحة المستخدمة في الهجمات على منشأة نفطية سعودية في عفيف في أيار / مايو وفي مطار أبها الدولي في حزيران / يونيو و آب / أغسطس ومنشآت أرامكو السعودية النفطية في خريص وبقيق في ايلول / سبتمبر أيلول.
لا ندري من هي الجهة التي يمكن ان تلجأ اليها ايران لتقدم لها شكوى ضد امريكا واذانبها الذين وجهوا اليها تلك الاتهامات وفرضوا على اساسها المزيد من العقوبات ظلما وعدوانا عليها، واقاموا التحالفات العسكرية والامنية، واستدعوا الاساطيل والبوارج الحربية الى الخليج الفارسي لخنقها ومحاصرتها؟!.
بقلم: ابراهيم علي