العالم_لبنان،
واشار عون إلى أن "مشرقنا يتعرض لخضات كثيرة، حروب داخلية "ربيعية" مزقت مجتمعاتنا، وحروب إرهابية تدميرية خلفت مئات ألاف الضحايا والمهجرين، وحفرت ذاكرة أجيالنا بصور وحشية لن تمحى بسهولة، وصبت حقدها على معالم تاريخية ودينية وثقافية، وحروب اقتصادية فرملت كل محاولات النمو وأضعفت الانتاج فتلاحقت الأزمات".
ولفت إلى أنه "اسرائيل تسعى لفرض أمر واقع جديد، بدءاً بتهويد القدس، مروراً بسياسة الاستيطان والتشريعات العنصرية، وصولاً الى نقض حرمة الحدود الدولية المعترف بها، وتأييد ضم أراضٍ تم إحتلالها بالقوة كمرتفعات الجولان"، معتبراً أن "كل ما سبق هو تجاوز فاضح لكل القوانين الدولية، وهو أيضاً مؤشّر خطير لما يحضّر".
وأشار إلى أن "الحروب الساخنة انحسرت الى حد ما، ولكن تداعياتها مستمرة، والأخطر هو مخططات استثمار نتائجها، فالمطلوب كما تدل المؤشرات تفتيت المشرق طائفياً ومذهبياً وعرقياً وجغرافياً تمهيداً لإرساء تحالفات على أسس عنصرية، مذهبية وإتنية، تتماشى مع ما يُرسم للمنطقة والذي صار يُعرف باسم "صفقة القرن" ورأى أن "تعميم مفهوم "الإسلاموفوبيا" هو جزء من الحرب في المشرق، ومبدأ التكفير هو الجزء الآخر؛ بهما تضرب الديانتان الكونيتان بعضهما ببعض وتستفيق العنصرية، وتتعاقب أجيال خائفة متعصبة وحاقدة ويصبح الحديث عن صراع الأديان والحضارات حقيقياً وواقعاً"، متسائلا "هل نترك هذه الصراعات تجرفنا أم نتصدّى لها؟".