العالم - الاميركيتان
وهيمنت قضايا الهجرة والتجارة والعنف المسلح والتعليم والرعاية الصحية والإصلاح الجنائي على المناظرة الثالثة للحزب الديمقراطي.
وشارك 10 من المتنافسين على الرئاسة من الديمقراطيين في نقاشات جديدة بهيوستن لما يقارب ثلاث ساعات.
وفي قضية الرعاية الصحية، وهي من أهم قضايا السباق الانتخابي، جدد ساندرز دعوته لنظام رعاية صحية حكومي يكفل التغطية للجميع ويطلق عليه "ميديكيد للجميع" على غرار "النظام المعمول به في كندا والدول الاسكندنافية"، بحسب تعبيره.
أما نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي يتقدم استطلاعات الرأي باعتباره المرشح الأوفر حظا لمنافسة ترامب، فقال إن مثل هذه الخطة ستكون "باهظة التكاليف" مقترحا توسيع نظام الرعاية الصحية المعروف باسم "أوباما كير".
وأكد بايدن رفضه التعامل مع القضية من وجهة نظر "اشتراكية"، ورأى أن مقترح وارن زيادة الضرائب على الأثرياء 2 في المئة لتنفيذ هذه الخطة لن يوفر المبالغ المطلوبة.
الوزير السابق في عهد أوباما جوليان كاسترو استغل الفرصة للهجوم على بايدن قائلا إن خطته في ما يتعلق بـ"أوباما كير" ستجعل حوالي 10 ملايين أميركي خارج نطاق التغطية الصحية.
وفي قضايا السياسة الخارجية، قال بيت بوتيدجادج رئيس بلدية مدينة ساوث بيند في ولاية إنديانا إنه يرفض خوض حروب "لا نهاية لها" واتهم الرئيس دونالد ترامب بأنه يستخدم القوات المسلحة الأميركية "لخدمة مصالحه السياسية".
وسُئل المتنافسون عن مواقفهم بالنسبة للحرب التجارية مع الصين. وارن قالت إن "العلاقات التجارية للولايات المتحدة بالخارج معطلة منذ عقود" متعهدة بإصلاح هذه العلاقات بما يخدم العمال والمزارعين وأصحاب الشركات الصغيرة. واتهم بوتيدجادج ترامب بأنه "لا يمتلك استراتيجية" للتعامل مع الصين في الملف التجاري.
السيناتورة آمي كلوبوشار قالت إن الحرب التجارية مع الصين كلفت العمال الأميركيين 300 ألف وظيفة.
وأيد عدد من المرشحين تخفيف القيود التي وضعتها إدارة ترامب على الهجرة. وارن تعهدت بتسهيل الحصول على الجنسية الأميركية، وانتقدت قرار الإدارة الحالية إلغاء مساعدات كانت مقدمة لدول في أميركا الوسطى بسبب تدفق مهاجرين غير قانونيين من هذه الدول إلى أميركا. واتهمت وارن ترامب بأنه "خلق أزمة" على الحدود الجنوبية لخدمة أهدافه السياسية.
ورفض جو بايدن انتقادات بأن إدارة الرئيس باراك أوباما رحلت ملايين المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا أن الإدارة السابقة فتحت أبوابها للمهاجرين، ودعمت من يطلق عليهم "الحالمين" وهم الأشخاص الذين دخلوا أميركا بشكل غير شرعي وهم أطفال، وكذلك أتاحت فرصا للمهاجرين غير الشرعيين للحصول على الجنسية الأميركية.
وتناظر المرشحون حول ملف العنف المسلح الذي يعتبر أحد أهم الملفات الداخلية، خاصة بعد حوادث قتل وقعت مؤخرا خلفت عشرات القتلى والجرحى.
عضو الكونغرس السابق عن تكساس بيتو أورورك دعا إلى مصادرة البنادق الهجومية، وأكد أنه لا توجد ضرورة لاقتناء المدنيين لها. وقال وسط تصفيق حار:" بالطبع سنأخذ بنادقكهم من نوع إيه آر-15 وإيه كاي".
وارن قالت: "لدينا مشكلة في العنف المسلح ونتفق على العديد من الخطوات التي يمكن أن نتخذها لإصلاحها".
أورورك، الذي وقع حادث إطلاق نار في مسقط رأسه "إل باسو" مؤخرا لقي إشادة خلال المناظرة بسبب تعليقه برنامجه الانتخابي بعد الحادث.
وفي الحديث عن الإصلاح الجنائي، قال بايدن "إن أحدا لا يجب أن يسجن لارتكابه جريمة غير عنيفة أو حيازة المخدرات (يقصد بها اقتناء كميات صغيرة بهدف التعاطي)" مشيرا إلى أن جرائم حيازة المخدرات يجب أن يتم التعامل معها بتوفير برامج تأهيل وليس بسجن مرتكبيها.
هاريس التي لاقت انتقادات حول أدائها عندما كانت مدعية عامة لكاليفورنيا قالت إن لديها خطة تتضمن إلغاء عقوبة السجن في بعض قضايا حيازة المخدرات.
يذكر أن متظاهرين قاطعوا نائب الرئيس السابق جو بايدن بينما كان يجيب على سؤال حول "إخفاقاته المهنية"، لكن تم احتواء الموقف واستمرت المناظرة.
وخلال المناظرة التي أجريت في مدينة هيوستن بولاية تكساس، جددت السيناتورة التقدمية البارزة إليزابيث وارن والسيناتور بيرني ساندز تأييدهما لإسقاط الديون الطلابية.
وصفق عدد من الجمهور للسيناتورة كامالا هاريس عندما أعلنت عن خطة لضخ 2 مليار دولار لبرامج تدريب المعلمين.
وفي تحليلها للمناظرة الثالثة، قالت صحيفة واشنطن بوست إن من أهم الفائزين بها الحزب الديمقراطي لأنها كانت أكثر تركيزا من السابقتين واقتصرت على مرشحين لديهم فرص أكبر للفوز من آخرين ظهروا خلال المناظرتين السابقين.
أوباما أيضا كان من بين الفائزين، بحسب الصحيفة، إذا أن المتناظرين أشادوا بنظام الرعاية الصحية "أوباما كير" الذي انطلق في عهده.
وكالة بلومبرغ اعتبرت أن التصريحات الملتبسة التي وقع فيها بايدن والهجمات المتكررة عليه من خصومه خلال المناظرات السابقة لم تنجح في إقصائه عن تصدر السباق، مشير إلى أنه نجح في إثبات أنه يحمل إرث أوباما.
واستبعدت الوكالة أن تغير المناظرة الأخيرة ترتيب المتسابقين، وتوقعت أن يستمر بايدن في التقدم، بينما سيستمر ساندرز ووارن في محاولة اللحاق به.
ويتمتع بايدن الذي يحظى بشعبية في صفوف العمال والناخبين من أصول إفريقية، بصورة المعتدل القادر على هزيمة ترامب.
وبينما كانت تدور المناظرة، تحدث ترامب إلى النواب الجمهوريين وقال إن الديمقراطيين يؤكدون الحاجة إلى إعادة انتخابه.
وقال ترامب ”يتحتم عليكم انتخابي. سواء أعجبكم أم لا، لا يشكل ذلك فرقا لأن بلادنا ستذهب إلى الجحيم إذا جاء أي من هؤلاء الأشخاص“.
وتنبأ ترامب عند مغادرته البيت الأبيض بأن يصعد لمنافسته إما نائب الرئيس السابق، جو بايدن، أو السيناتور إليزابيث وارين، أو السيناتور بيرني ساندرز، وهم المتصدرون الثلاثة في معظم الاستطلاعات.
وقد علقت صحيفة "ذا هيل" الأميركية على المناظرة الثالثة للديمقراطيين بأنها "كارثة طويلة الأمد مليئة بالعفوية، حيث لم يستطع أي مرشح أن يعلن فوزاً واضحاً. وبدلاً من ذلك، تناوب الرجال السبعة والنساء على إظهار سبب كونهم غير مؤهلين للانتخاب على الأرجح".