العالم - كشكول
يبدو ان ترامب وبعد فشله في تحقيق اي نجاح يذكر في سياسته الخارجية، إثر خروجه من الاتفاق النووي مع ايران، وزعزعته الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وتوتير علاقات امريكا مع الصين والهند وكندا والمكسيك وحتى اليابان والاتحاد الاوروبي، ومسرحياته الاستعراضية مع كوريا الشمالية، لم يجد من سلاح يمكن ان يدخل من خلاله الى الانتخابات الرئاسية الا سلاح "العصرية"، وهو سلاح عادة من يحسن استخدامه ترامب وببراعة.
لكن فات ترامب، ان سلاح العنصرية هو سلاح ذو حدين، فهو قد يشحذ همم قاعدته العنصرية، التي ستصوت له حتما بالانتخابات القادمة، الا انه وبكل تاكيد سيخسر الصامتين والمنطقة الرمادية ورافضي العنصرية لدى المواطنين الامريكيين البيض، الذين سيضافون الى انصار الحزب الديمقراطي.
ما نقوله بدات بوادره بالظهور من الان ، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة "كوينيبياك" الأمريكية مؤخرا على مستوى البلاد، أن أكثر من نصف الناخبين(51 في المئة) يرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصا عنصريا، في حين أن 45 في المئة لا يعتقدون ذلك.
وفي ذات السياق اعلن النائب الديمقراطي كريس مورفي، انه سيلغي متابعته لصفحة ترامب على تويتر بسبب ما فيها من عنصرية وكراهية ، الامر الذي دفع ناشطون الى اطلاق هاشتاغ تحت عنوان الغاء متابعة ترامب ، لحركة رمزية رافضة للخطاب العنصري المقزز الذي يستخدمه ترامب ضد المواطنين الامريكيين الملونيين.
يرى الكثير من المراقبين، ان هذا اول الغيث، وان صيحات الاحتجاج ضد عنصرية ترامب تتصاعد، والتي قد تقضي على احلامه في البقاء في البيت الابيض لولاية ثانية.