سوتشي .. 7 اشهر من الصبر

سوتشي .. 7 اشهر من الصبر
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

بوتين بعد إنتهاء اجتماع بأردوغان في منتجع سوتشي الروسي في 17 سبتمبر/أيلول 2018 اشار الى اتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح ما 15 الی 20 كيلومترا على طول خط تماس المجموعات الارهابیة مع الجيش السوري وتشمل مناطق في ارياف ادلب وحماة وذلك  ابتداء من 15 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

العالم - قضية اليوم

وبحسب ما صرح به بوتين، فإن تركيا ستقوم بإخراج جميع الفصائل المسلحة بما فيها النصرة الارهابية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول ، ونزع الأسلحة الثقيلة من دبابات وصواريخ ومدافع هاون التي بحوزة تلك الجماعات. و ستقوم وحدات من الشرطة الروسية والتركية بمراقبة المنطقة منزوعة السلاح، وهو ما اقترحه أردوغان، وستنسحب جميع الفصائل المسلحة من تلك المنطقة بما فيها هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا).

مع فتح حركة المرور بين حلب واللاذقية، وبين حلب وحماه قبل نهاية 2018 ،حينها كانت التحضيرات على قدم وساق لتنفيذ عمل عسكري لاستعادة إدلب،وغيرها من سيطرة مختلف المجوعات المسلحة وعلى راسها النصرة بلباسها الجديد هيئة تحرير الشام. وحينها تعهدت انقرة مهمة إخراج المتطرفين من المنطقة منزوعة السلاح وبالتالي تجنيب إدلب ما كانت تسميه وتروج له بالكارثة الإنسانية مترافقة مع تخويف اوروبا من موجات نزوح كبيرة

طهران حينها رحبت بالاتفاق الروسي - التركي واكدت خارجيتها إن إعلان الاتفاق حول كيفية تسوية قضية إدلب في سوريا خطوة مهمة وأساسية في القضاء على فلول الإرهابيين وتساعد على تسريع عملية الاستقرار في سوريا وإنهاء وجود الجماعات الإرهابية الحكومة السورية ومنذ تاريخ توقيع الاتفاق مرارا اكدت انها ستستعيد كل شبر من الارض وانها لن تترك ادلب للارهابيين بعد فشل تطبيق سوتشي لابل سيطرة النصرة وحليفاتها على ماتبقى من جغرافيا هناك كانت تحت سيطرة ما تسمى بالمجموعات المعتدلة
ومع كل الصبر من دمشق والوقت من موسكو عسى ان يتقدم الاتفاق على الارض الا انه بقي بعيدا عن التطبيق وحتى ماقيل او نشر من صور في السابق حول ابعاد سلاح ثقيل من المنزوعة المتفق عليها لم تكن الا مجرد خطوة للنصرة لارضاء تركيا التي ثبت عجزها عن الوفاء بالتزاماتها امام شريكها الضامن الروسي وبعد كل هذا الصبر. ما المتوقع من الضامن والشريك موسكو ودمشق المعنية بالدرجة الاولى بتحرير أرضها و وضع حد لكل الأعمال العدائية من الطرف الاخر أي ارهابي النصرة حيث أدت اعمالهم العدوانية في هذه المنطقة إلى استشهاد أكثر من 200 عنصر في صفوف الجيش على مدى الأشهر الأربعة الماضية بسبب الخروقات والعمليات الإرهابية لـ«جبهة النصرة» ضد مواقع الجيش السوري وفي وقت تمادى فيه مسلحو النصرة وحلفاؤهم حتى وصل بهم الامر في التفكير بتوسيع هجماتهم. حيث ذكرت مصادر ميدانية أن «المجاميع الإرهابية المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها تسعى لنقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من الإرهابيين لبدء هجومها على اتجاهي حماة واللاذقية واستقدمت تعزيزات كبيرة من الإرهابيين إلى منطقة مورك بريف حماة الشمالي لاستهداف مواقع الجيش العربي السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعاً».

محمود غریب - العالم