محمد حمدان دقلو، جنرال شهير بحميدتي، يبلغ من العمر 43 عاما، وهو من قبيلة الرزيقات العربية البدوية ومن أكبر القبائل المنتشرة في السودان، وخاصة في إقليمي دارفور وكردفان.
توقف عن الدراسة وعمره 15 عاما سنة 1991، وبدأ شبابه بممارسة تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل حتى أصبح معروفا بقيادة مجموعة صغيرة لتأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص، ولم يلتحق قط بالمؤسسة العسكرية.
تجارته جعلته يتنقل بين معقله في دارفور وتشاد وليبيا ومصر، بائعا للإبل وحاميا للقوافل إلى أن كوّن ثروة كبيرة وشكل ميليشيات مسلحة لفتت انتباه صناع القرار في السودان، وخاصة مع سعي الحكومة إلى ضم القبائل لتحالفها مع "الجنجويد" لمواجهة التمرد في دارفور.
في البداية شكلت الحكومة في الخرطوم قوات شعبية من القبائل الموالية وكان حميدتي قائدها، وما لبثت هذه القوات أن تطورت في السنوات الأخيرة بعد هيكلتها وتحويلها إلى قوات قومية، حتى انضم لها أبناء مختلف القبائل السودانية تحت مسمى "قوات الدعم السريع"، التي صارت تضم أكثر من 30 ألف عنصر، وجرى تسليحها بشكل جيد على نحو ينافس قوات الجيش البرية.
وكان للبشير دور في تعزيز نفوذ هذه القوات خلال الفترة الأخيرة، لكن المفاجأة هي أن هذه القوات كانت في مقدمة المنقلبين على البشير، ويرى معلقون سودانيون أن حميدتي كان له دور هام في كواليس الإطاحة بالبشير، وأنه رفض رفضا قاطعا استخدام البشير للأدوات والقوات الأمنية في قمع المحتجين.