العالم - لبنان
عقدت اليوم في وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية محادثات موسعة بين لبنان وقبرص، شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل ووزيرة الطاقة ندى البستاني، وعن الجانب القبرصي وزيرا الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس والطاقة والتجارة والصناعة يورغوس لاكورتريبس. وركزت المحادثات على موضوع النفط والاستثمارات اللبنانية في قبرص.
وفي نهاية المحادثات، عقد مؤتمر صحافي مشترك، استهله الوزير باسيل بالقول: "تشرفنا اليوم مُجددا باستقبال الضيفين الصديقين، وعقدنا محادثات ثنائية على مستوى الخارجية، حيث بحثنا في المواضيع المشتركة والعلاقات الثنائية وخصوصا الموضوع الحاضر دائما ألا وهو موضوع النازحين، وضرورة عقد اتفاقيات كانت تنتظر منذ فترة طويلة وتتعلق بالتعليم العالي والاعتراف بالشهادات وقبول الاشخاص والترحيل أو مسألة حضانة الاطفال. واتفقنا على ضرورة انجازها او اجابة بعضنا بشأنها".
وتابع باسيل: "الموضوع الأهم والمشترك بيننا الذي بحثنا به، هو النفط والغاز وكيفية عدم تفويت المزيد من الفرص، خصوصا وان لبنان أطلق الدورة الثانية للتراخيص، وقبرص قامت بدورتها الثالثة وأنجزت تلزيمات عدة، وهي في مرحلة إطلاق عدة استكشافات جديدة. وبطبيعة الحال في العام 2020 قد يتم إطلاق حفر بئر استكشافية من جهة قبرص ولكن على الحدود القبرصية اللبنانية، ما يستوجب علينا الإسراع باتفاقياتنا الثنائية. وهذا أمر كانت قد بدأت به وزارة الطاقة اللبنانية مع نظيرتهاالقبرصية في العام 2013 ووصلتا الى مرحلة معينة. واليوم اتفقنا على استكمال هذا العمل، وحددنا موعدا أوليا في السابع من شهر أيار المقبل لمقارنة نقاط التوافق والاختلاف، على ان تكون المرحلة الثانية في شهر حزيران المقبل خلال انعقاد القمة الثلاثية لإجراء تقييم أدق، واتفقنا ان نحاول في أول ايلول من هذا العام انهاء اتفاقية التقاسم بيننا في موضوع النفط، على ان يتبع ذلك البدء بمباحثات للاتفاقات بين الحكومتين حول مواضيع الحدود والخطوط وكل المنشآت التي من الممكن ان تكون مشتركة، سواء للنقل او للتصنيع او للتوريد والتصدير لكل ما يتعلق بالغاز والنفط، وهذا كله ضمن سياسة الشرق المتوسط ونود متابعتها مع قبرص".
اضاف: "أنتم تعلمون ان لبنان لم يشارك في المنتدى الاخير الذي عقد في مصر بسبب مشاركة اسرائيل، لكننا اتفقنا مع الجانب القبرصي ان نتابع معا ما يحصل على هذه الجبهة لوجود أمور قد تتعلق بنا. الا ان الأهم اننا وقبرص تربطنا علاقات اكثر من ودية، هي علاقات صداقة ونطمح ان تكون استراتيجية ننظر فيها الى مستقبل مشترك. واعود واكرر ان قبرص هي جارتنا الأقرب في اوروبا، والبحر الذي يفصلنا يربط ايضا بين بعضنا، وانا دائما أردد انه يجب علينا الإرتباط مع قبرص في مشاريع مادية كثيرة، مثل خطوط مياه وغاز ونفط، ولا شيء يمنع من خط للمواصلات في مرحلة لاحقة، وبالتالي طرحنا من جانبنا ان اي اكتشاف بيننا سيتم استثماره في مشاريع مشتركة بين البلدين سواء كانت المشاريع التي ذكرتها او اي مشاريع اخرى تصب في المصالح المشتركة بيننا من سياحة وزراعة واقتصاد وتجارة. وبالتالي نحن لسنا ببعيدين من امكانية ان نستفيد سويا من اي اكتشاف غازي او نفطي مشترك بين البلدين. والأهم، ولأننا نتعامل مع دولة صديقة جدا، يجب ان تحصل المحادثات كلها في جو بناء وإيجابي وعملي، ولذلك حددنا مواعيد للوصول الى الإتفاقيات المشتركة".
وختم باسيل: "موضوع النفط والغاز واسع ولا ينتهي ولا يمكن اختصار كل المحادثات التي قمنا بها، إنما اود القول اننا قد أضعنا الكثير من الفرص والوقت، ولا مجال للبنان ان يخسر المزيد من الوقت، وعلى ابواب إطلاق دورة المناقصات او المزايدات المقبلة لدينا صديق مثل قبرص نتعاون معه ونتكل عليه لنعزز معا موقعنا النفطي والغازي في شرق المتوسط، وبعلاقاتنا مع الجانب الاوروبي من جهة ومع الجانب المتوسطي من الجهة الثانية، وسنسعى اكثر واكثر الى تعزيز تعاوننا وصولا الى حلفنا النفطي والغازي في هذا المجال".