العالم _ اوروبا
الفوضى هي عنوان المرحلة في بريطانيا، حيث تتارجح الحكومة بين الشروط والضغوط الاوروبية لانجاز عملية بريكست وبين الموقف المتشدد للبرلمان تجاه مشاريع الخروج التي تقدمها رئيسة الحكومة تيريزا ماي ورفضت للمرة الرابعة.
ماي حشدت وزراءها في مقر الإقامة الرسمية ومكتب رئاسة الوزراء في اجتماع ماراثوني لايجاد مخرج للتحديات مجتمعة على طاولة الحكومة، لاسيما ضرورة تجنب الوصول الى سيناريو الخروج من الاتحاد الاوروبي بدون اتفاق والخيارات المطروحة لمواجهته مثل اجراء انتخابات جديدة، وهذا السيناريو حذر منه كبير المفاوضين الاوروبيين ميشيل بارنييه الذي اعتبر ان قبول الاتفاق المطروح حاليا السبيل الوحيد امام لندن.
التحدي الاخر الذي تواجهه ماي يتمثل بالغضب الواسع في الشارع من حالة الجمود التي تطغى على عملية بريكست فيما تميل الكفة لصالح المطالبين بالبقاء في الاتحاد واغلاق ملف الخروج الذي اصبح فوضى لا اكثر.
وكان مجلس العموم البريطاني رفض الاتفاق المعدل الذي طرحته ماي، كما فشل في تامين الاغلبية للتصويت على بديل للاتفاق، في وقت تقترب لندن الى انتهاء المهلة الممددة التي منحها الاتحاد الاوروبي للندن في الثاني عشر من الشهر الجاري. وتلقي التبعات السلبية بثقلها على الاقتصاد البريطاني في حال الخروج بدون اتفاق خاصة في ظل رفض اي بقاء ضمن الاتحاد الجمركي الاوروبي، وتهديد نواب من حزب ماي باجراء اقتراع على سحب الثقة منها في حال قبلت بذلك.