بعد هزيمة واشنطن في سوريا..

تصعيد الصراع بين القطبين العالميين في فنزويلا

تصعيد الصراع بين القطبين العالميين في فنزويلا
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

دعا خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا إلى تجديد الاحتجاجات ضد الحكومة، في الوقت الذي صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من انتقاداته للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو.

العالم- تقارير

ودعا غوايدو لتنظيم احتجاجات في جميع أنحاء البلاد السبت المقبل للمطالبة باستقالة مادورو. وقال: “النظام على وشك الانهيار”.

ودعا الجيش أيضًا الوقوف إلى جانب المعارضة. وقال: “أيها الجنود، أدوا واجبكم. لا نريد تمردا، نريد انتخابات حرة”.

وفي ذات الوقت، انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مادورو، قائلا “كل شيء محطم” في فنزويلا، مشيرا إلى الانخفاض الحاد في صادرات النفط وانقطاع الكهرباء والمياه.

وقال ترامب عن حكومة مادورو: “يقع عليهم ضغط كبير في الوقت الحالي… بخلاف الضغط العسكري، لا يمكنكم تحمل المزيد من الضغط”، مضيفًا أن ما كان يحدث يعد “مأساة”. وكرر تصريحه بأن جميع الخيارات مطروحة فيما يتعلق بفنزويلا.

كما طالب ترامب القوات الروسية بـ”الخروج” من فنزويلا، في الوقت الذي شن فيه هجوما على موسكو بسبب نشرها قوات في البلاد.

وبالمقابل، احرجت الخارجية الروسية ترامب، من خلال الطلب من الإيفاء بوعد إخراج قوات الولايات المتحدة من سوريا قبل أن يوجه أي مطالب لروسيا بالانسحاب من فنزويلا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إنه صرح بأن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من سوريا، وقد مر شهر كامل على هذا الوعد. فهل هي خرجت أم لا؟".

وأضافت زاخاروفا: "أود أن أنصح ترامب بالوفاء بوعوده التي قدمها للمجتمع الدولي بمثل هذه الحرية قبل أن يحاول تقرير مصير الدول الأخرى".

هذا وحذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أثناء الإدلاء بشهادته أمام إحدى لجان الكونجرس الأمريكي، يوم الأربعاء، من أن نحو 2 مليون لاجئ إضافي قد يفرون من فنزويلا باتجاه دول أمريكا اللاتينية المجاورة.

وأضاف بومبيو قائلا إن هؤلاء اللاجئين سينضمون إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ فنزويلي فروا بالفعل خلال السنوات الأخيرة هربا من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي أنهكت البلاد.

العسكريون الروس في فنزويلا

ومع استمرار الخلافات بين موسكو وواشنطن، بشأن أزمة فنزويلا، وصل وفد عسكري روسي إلى فنزويلا قبل أيام.

وذكرت المصادر أن طائرة النقل العسكرية "آن-124" وطائرة الركاب "إيل-62" حملتا 99 عسكريا، و35 طنًّا من مختلف الحمولات إلى كاراكاس.

وأعلن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، أن "الولايات المتحدة ترى في وصول طائرات عسكرية روسية استفزازا غير مرحب به"، داعيا الحكومة الروسية إلى تأييد غوايدو.

وعن أسباب وصول العسكريين الروس إلى فنزويلا، قالت الخارجية الروسية، إنهم قدموا إلى فنزويلا طبقا لاتفاقية التعاون العسكري التقني التي وقعتها روسيا وفنزويلا في مايو/أيار 2001.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياس أن زيارة الخبراء العسكريين الروس تأتي في إطار التعاون العسكري التقني بين فنزويلا وروسيا.

ويقول الخبراء إن الوفد الروسي الذي وصل إلى فنزويلا يضم الخبراء الذين توجهوا إلى فنزويلا في مهمة مساعدة الفنزويليين على تشغيل المعدات الروسية.

واعتمد مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، الأسبوع الماضي، بالإجماع مشروع قانون لمكافحة النفوذ الروسي في فنزويلا.

ويعبّر القانون الأمريكي الجديد عن "ضيق صدر" مجلس النواب الأمريكي من دعم روسيا للسلطات الفنزويلية الشرعية، بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو.

ويعتقد المحللون، "يعتبر هذا القانون سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، لأن دولة واحدة تعطي لنفسها الحق في إملاء إرادتها وفرض رأيها على علاقات دول ثالثة لا علاقة لها بها".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد عبرت عن تأييدها لزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو سعيا للهيمنة على ثروات هذا البلد النفطي الغني.

ويوجد في الإدارة الأمريكية من يدعو إلى الإطاحة بالرئيس الفنزويلي مادورو. وكان جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، قد اقترح قبل شهر تقريبا أن ترسل الولايات المتحدة 5000 عسكري إلى كولومبيا المجاورة لفنزويلا.

ومن جانبها عبرت بعض الدول كروسيا وإيران وتركيا والصين عن تأييدها للرئيس الفنزويلي الشرعي مادورو، وبدأت ترسل المساعدات الإنسانية إلى فنزويلا.

يذكر أن وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلي خورخى رودريغيز، قال الأحد، أنه تم سرقة أكثر من 30 مليار دولار من فنزويلا خلال الشهرين الماضيين، كما تم تحويل أكثر من مليار دولار إلى حسابات شخصية من المعارضة في البلاد.

وقال الوزير لقناة محلية: "يتم سحب الأموال بأمر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وبحسب الخبراء، صعد الصراع مرةً أخرى بين القطبين الروسي والأمريكي على الساحة الدولية وهذه المرة في فنزويلا وذلك بعد هزيمة واشنطن في حربها ضد سوريا بسبب دعم موسكو ومحور المقاومة من الرئيس السوري بشار الأسد.